المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: وكان الرجل يفتن في دينه إما يقتلوه وإما يوثقوه

          1300- قال البخاريُّ: وحدَّثنا محمد بن بشار: حدَّثنا عبد الوهاب: حدَّثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير قالا: إن الناس صنعوا وأنت ابن عمر، وصاحب رسول الله، فما يمنعك أن تخرج؟ قال: يمنعني أن الله حرم دم أخي. [خ¦4513]
          قال البخاريُّ: وحدَّثنا الواسطي: حدَّثنا خالد، عن بيان، عن وَبَرَةَ بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير قال: خرج علينا عبد الله بن عمر. [خ¦7095]
          قال البخاريُّ: وحدَّثنا الحسن بن عبد العزيز: حدَّثنا عبد الله بن يحيى: حدَّثنا حيوة، عن بكر بن عمرو، عن بكير، عن نافع، عن ابن عمر: أن رجلًا جاءه فقال: يا أبا عبد الرحمن؛ ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:9] إلى آخر الآية، فما يمنعك أن تقاتل كما ذكر الله في كتابه؟ فقال: يا بن أخي؛ أغترُّ بهذه الآية ولا أقاتل أحب إلي من أن أغتر بالآية(1) التي يقول الله: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا} [النساء:93] إلى آخرها.
          قال: فإن الله يقول: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة:193] قال ابن عمر: قد فعلنا على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ كان الإسلام قليلًا، وكان الرجل يُفتن في دينه إما يقتلوه وإما يوثقوه حتى كثر الإسلام. زاد ابن جبير: وكان الدخول في دينهم فتنة وليس بقتالكم على الملك.
          وقال عبيد الله: فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، فأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى يكون الدين لغير الله.
          قال بكير: فلما رأى أنه لا يوافقه فيما يريد قال: فما قولك في علي وعثمان؟ قال ابن عمر: ما قولي في علي وعثمان؟! أما عثمان؛ فكان الله قد عفا عنه، فكرهتم أن تعفوا(2) عنه، وأما علي؛ فابن عم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وختنه، وأشار بيده، وهذه ابنته أو بيته حيث ترون. [خ¦4650]
          وخرَّجه في التفسير؛ لقوله عزَّ وجلَّ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة:193]، ولقوله: {وَإِن طَائِفَتَانِ} الآية[الحجرات:9]. [خ¦4513]
          وقال فيه البخاريُّ: وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب: أخبرني حيوة بن شريح، عن بكر بن عمرو المعافري: أن بكير بن عبد الله حدثه عن نافع: أن رجلًا أتى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن؛ ما حملك على أن تحج عامًا وتعتمر عامًا وتترك الجهاد في سبيل الله عزَّ وجلَّ، وقد علمت ما رغب الله فيه؟! قال: يا بن أخي؛ «بني الإسلام على خمس...» الحديث. [خ¦4514]
          وفي باب قوله عزَّ وجلَّ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}[البقرة:193]. [خ¦4650]


[1] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (بهذه الآية).
[2] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (يعفوا).