المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء

          1268- وحدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب عن الزهري. [خ¦3610]
          وحدثنا عبد الله بن محمد: حدَّثنا هشام: أخبرنا معمر عن الزهري. [خ¦6933]
          (ح): وحدثنا قتيبة: حدَّثنا عبد الواحد عن عمارة: حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعيم قال: سمعت أبا سعيد. [خ¦4351]
          (ح): وحدثنا إسحاق ابن نصر: حدَّثنا عبد الرزاق: أخبرنا سفيان، عن أبيه، عن ابن أبي نعيم، عن أبي سعيد الخدري قال: بعث عليٌّ وهو باليمن إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بذهيبة في تربتها، فقسمها بين أربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي، ثم أحد بني مجاشع، وبين عيينة بن بدر الفَزَاري، وبين علقمة بن عُلاثة العامري، ثم أحد بني كلاب، وبين زيد الخيل الطائي، ثم أحد بني نبهان، فتغضَّبت قريش والأنصار، فقالوا: يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا. [خ¦7432]
          زاد عُمارة: فقال رجل من أصحابه: كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، فبلغ ذلك النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءً؟».
          زاد سفيان: فقال: «إنما أتألفهم». فأقبل رجل غائر العينين / ، ناتئ الجبين، كث اللحية، مشرف الوجنتين، محلوق الرأس. زاد عُمارة: مُشَمَّر الإزار. فقال: يا رسول الله؛ اتقِ الله، قال: «ويلك! ألستُ أحق أهل الأرض أن يتقي الله».
          وقال سفيان: فقال: «فمن يطيع الله إذا عصيته فيأمنني(1) على أهل الأرض ولا تأمنونني؟».
          قال عمارة: ثم ولَّى، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله؛ ألا أضرب عنقه؟ قال: «لا، لعله أن يكون يصلي». فقال خالد: وكم من يصلي يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إني لم أومر أن أَنْقب عن قلوب(2) الناس، ولا أشق بطونهم».
          قال: ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ. فقال: «إنه يخرج من ضِئْضِئِ هذا قومٌ يتلون كتاب الله رطبًا لا يجاوز حناجرهم».
          قال معمر: وقال الزهري عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال: بينما النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقسم؛ إذ جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي.
          وقال شعيب: أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم. فقال: يا رسول الله؛ اعدل، قال: «ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل، قال: قد خبتَ وخسرتَ إن لم أكن أعدل». فقال عمر: يا رسول الله؛ ائذن لي [فيه] أضرب(3) عنقه. قال(4) : «دعه، فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يُنْظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم يُنظر [إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نَضِيه _وهو قدحه_ فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى] قُذَذِهِ فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرثَ والدمَ».
          زاد محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة: «فيتمارى في الفُوق، هل عَلَقَ بها من الدم شيء؟». [خ¦5058]
          قال معمر عن الزهري: «آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البَضعة تَدَرْدَر، ويخرجون على حين فرقة من الناس».
          زاد عمارة: فأظنه قال: «لئن أدركتهم؛ لأقتلنهم قتل ثمود».
          زاد معبد بن سيرين: قيل ما سيماهم؟ قال: «سيماهم التحليق والتسبيد».
          وزاد سفيان: «يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم؛ لأقتلنهم قتل عاد».
          زاد علي: قال: «فأينما ثقفتموهم؛ فاقتلوهم، فإنَّ قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة».
          قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتُمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم الذي نعته.
          زاد معمر: قال فنزلت فيه: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة:58].
          وخرَّجه في باب بعثة علي بن أبي طالب إلى اليمن، وفي باب: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج:4]، وفي باب قوله: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف:65]، وخرَّجه في علامات النبوة، وفي باب قول الرجل: ويلك، وفي باب المؤلفة قلوبهم، سورة براءة، التفسير. [خ¦4351] [خ¦7432] [خ¦3344] [خ¦3610] [خ¦6163] [خ¦4667]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (يأمنِّي).
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (أنقب قلوب).
[3] كذا في الأصل، وهي رواية أبي الوقت، وفي «اليونينية»: (فأضرب).
[4] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (فقال).