المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: أو لا نستعمل على عملنا من أراده

          1261- قال البخاريُّ: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدَّثنا أبو عوانة: حدَّثنا عبد الملك عن أبي بردة. [خ¦4341]
          وحدثنا مسلم: حدَّثنا شعبة: حدَّثنا سعيد بن أبي بردة عن أبيه. [خ¦4344]
          (ح): حدثنا محمد بن العلاء: حدَّثنا أبو أسامة، عن بريد عن(1) أبي بردة، عن أبي موسى. [خ¦7149]
          وحدثنا مسدد: حدَّثنا يحيى عن قُرَّةَ بن خالد قال: حدثني حميد بن هلال قال: حدثني أبو بردة، عن أبي موسى قال: أقبلت إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ومعي رجلان من الأشعريين؛ أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يستاك، وكلاهما. [خ¦6923]
          قال أبو أسامة: فقال أحد الرجلين: أَمِّرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله.
          قال حميد: فقال: «يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس» قال: قلت: والذي بعثك بالحق؛ ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنهما يطلبان العمل. فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قَلَصَت، فقال: «[لن] أو لا نستعمل على عملنا من أراده»، زاد أبو أسامة: «ولا من حرص عليه»، زاد حميد: «ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس إلى اليمن».
          ثم اتَّبعه معاذ بن جبل، زاد عبد الملك قال: وبعث كل واحد منهما على مخلاف. قال: واليمن مخلافان. ثم قال: «يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا». زاد سعيد: «وتطاوعا».
          قال عبد الملك: فانطلق كل واحد منهما إلى عمله، وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه، قريبًا من صاحبه أحدث به عهدًا فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبًا من [صاحبه] أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه؛ فإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناس، وإذا رجل عنده قد جُمِعَت يداه إلى عنقه، فقال له معاذ: يا عبد الله بن قيس؛ أيَّمَ هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه.
          زاد حميد: قال: كان يهوديًّا فأسلم ثم تهود، وألقى له وسادة. قال: انزل. قال: لا أجلس حتى يُقتل، قضاءُ الله ورسوله، ثلاث مرات.
          قال عبد الملك: قال: إنما جيء به لذلك فانزل. قال: ما أنزل حتى يُقتل، فأمر به فقتل ثم نزل. قال حميد: ثم تذاكرا قيام الليل، فقال أحدهما. وقال عبد الملك: قال: يا عبد الله؛ كيف تقرأ القرآن؟ قال سعيد: قال: قائمًا وقاعدًا وعلى راحلتي أتفوَّقُهُ تفوُّقًا.
          قال عبد الملك: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي، كما أحتسب قومتي.
          وخرَّجه في باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وفي باب ما يكره من الحرص على الإمارة، وفي باب الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه دون الإمام، وفي باب استئجار الرجل الصالح، الباب ومن لم يستعمل من أراد العمل، وفي باب أمر الوالي إذا وجه أميرين، وفي باب قوله: «يسروا ولا تعسروا». [خ¦4341] [خ¦7149] [خ¦7156] [خ¦2261] [خ¦7172] [خ¦6124]


[1] في الأصل: (بن)، والمثبت موافق لما في «اليونينية».