المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: قطع في السرق وسمر الأعين ثم نبذهم في الشمس؟

          1248- قال البخاريُّ: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدَّثنا سلام بن مسكين: حدَّثنا ثابت عن أنس. [خ¦5685]
          وحدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة(1)، عن قتادة. [خ¦1501]
          (ح): وحدثنا عبد الأعلى بن حماد: حدَّثنا يزيد بن زريع: حدَّثنا سعيد عن قتادة: أن أنسًا حدثهم. [خ¦4192]
          وحدثنا معلى [خ¦3018] وموسى بن إسماعيل [خ¦6804] : حدَّثنا وهيب، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.
          وحدثنا قتيبة بن سعيد: حدَّثنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الأسدي: حدَّثنا الحجاج بن أبي عثمان قال: حدثني أبو رجاء من آل أبي قلابة قال: حدثنا أبو قلابة: أن عمر بن عبد العزيز أبرز يومًا سريره للناس، ثم أذن لهم فدخلوا، فقال: ما تقولون في القسامة؟ قالوا: نقول القسامة القول بها حق، وقد أقاد بها الخلفاء، فقال لي: ما تقول يا أبا قلابة؟ ونصبني للناس، فقلت: يا أمير المؤمنين؛ عندك رؤوس الأجناد وأشراف العرب، أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل محصن بدمشق أنه قد زنى لم يروه، أكنت ترجمه؟ قال: لا. قلت: أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل بحمص أنه قد سرق، أكنت تقطعه ولم يروه؟ قال: لا. قلت: فوالله ما قتل رسول الله أحدًا قط إلا في إحدى ثلاث خصال: رجل قتل بجريرة نفسه فقتل، أو رجل زنى بعد إحصان، أو رجل حارب الله ورسوله وارتد عن الإسلام.
          فقال القوم: أوليس قد حدث أنس بن مالك أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قطع في السَّرَق وسمَّر الأعين، ثم نبذهم في الشمس؟
          فقلت: أنا أحدثكم: حدَّثني أنس بن مالك: أن نفرًا من عكل ثمانية. وقال موسى عن وهيب: كانوا في الصفة. قال أبو رجاء: قدموا على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فبايعوه على الإسلام، فاستوخموا الأرض فسقمت أجسامهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. قال سعيد: قالوا: يا رسول الله؛ إنا كنا / أهل ضرَع ولم نكن أهل ريف.
          قال أبو رجاء: قال: «أفلا تخرجون مع راعينا في إبله، فتصيبون من أبوالها وألبانها؟». قالوا: بلى. فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا، فقتلوا راعي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم واطَّردوا النعم، فبلغ ذلك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأرسل في آثارهم فأُدركوا، فجيء بهم فأمر بهم فقطِّعت أيديهم وأرجلهم وسمَّر أعينهم، ثم نبذهم في الشمس حتى ماتوا.
          وقال أيوب عنه، عن أنس: أُتِي بمسامير فأحميت فكحلهم بها.
          زاد ثابت: فرأيت الرجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتى يموت.
          وقال شعبة، عن قتادة: يعضون الحجارة.
          وقال أيوب، عن أبي قلابة: وما حسمهم، ثم ألقوا في الحرة يستسقون، فما سقوا حتى ماتوا.
          قال: فما يُستبطَأ من هؤلاء، قتلوا النفس، وسرقوا، وحاربوا الله ورسوله، وخوفوا رسول الله، وسعوا في الأرض فسادًا؟! [خ¦6899]
          قال قتادة: فبلغنا أن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعد ذلك يحث على الصدقة وينهى عن المثلة.
          قال البخاريُّ: وقال همام، عن قتادة: فحدثني محمد بن سيرين: أن ذلك كان قبل أن تنزل الحدود.
          وقال سلام بن مسكين: فبلغني أن الحجاج قال لأنس: حدثني بأشد عقوبة عاقبه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فحدثه بهذا فبلغ الحسن، فقال: وددت أنه لم يحدثه.
          قال أبو قلابة: قال عنبسة بن سعيد: والله ما سمعت كاليوم قط.
          قلت: أترد علي حديثي يا عنبسة؟! فقال: لا، ولكن جئت بالحديث على وجهه، والله لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهرهم.
          قال أبو قلابة: قلت: وقد كان في هذا سنة من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ دخل عليه نفر من الأنصار فتحدثوا عنده، فخرج رجل منهم بين أيديهم فقتل، فخرجوا بعده فإذا هم بصاحبهم يتشحط في الدم فرجعوا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالوا: يا رسول الله؛ صاحبنا كان تحدث معنا فخرج بين أيدينا؛ فإذا نحن به يتشحط في الدم. فخرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «بمن تظنون أو مَن(2) تُرَون قتله؟» قالوا: نُرَى أن اليهود قتلته. فأرسل إلى اليهود فدعاهم، فقال: «آنتم قتلتم هذا؟» قالوا: لا. قال: «أترضون نفل خمسين من اليهود ما قتلوه؟» فقالوا: ما يبالون أن يقتلونا أجمعين، ثم ينفِّلون أجمعين. قال: «أفتستحقون الدية بأيمان خمسين منكم؟» فقالوا: ما كنا لنحلف، فوداه من عنده.
          قال أبو قلابة: قلت: وقد كانت هذيل خلعوا خليعًا لهم في الجاهلية، فطرق أهل بيت من اليمن بالبطحاء، فانتبه له رجل منهم فحذفه بالسيف فقتله، فجاءت هذيل فأخذوا اليماني فرفعوه إلى عمر بالموسم، وقالوا: قتل صاحبنا، فقال: إنهم قد خلعوه. فقال: يقسم خمسون من هذيل ما خلعوه. قال: فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلًا، وقدم رجل منهم من الشام فسألوه أن يقسم فافتدى يمينه منهم بألف درهم، فأدخلوا مكانه رجلًا آخر، فدفعه إلى أخي المقتول فقرنت يده بيده، قالوا: فانطلقا والخمسون الذين أقسموا، حتى إذا كانوا بنخلة؛ أخذتهم السماء فدخلوا في غار في الجبل، فانهجم الغار على الخمسين الذين أقسموا / فماتوا جميعًا، وأفلت القرينان واتبعهما حجرٌ فكسر رِجْلَ أخي المقتول، فعاش حولًا ثم مات.
          قلت: وقد كان عبد الملك بن مروان أقاد رجلًا بالقسامة، ثم ندم بعد ما صنع فأمر بالخمسين الذين أقسموا، فمحوا من الديوان وسيرهم إلى الشام.
          قال المهلب: انظر جعل يمينهم على أنهم ما خلعوه مكان القسامة، ولم يذكر أنهم أقسموا على الدم فجعل انهدام الغار عليهم عقوبة على القسامة في الدية وقطع بذلك، وقد قال: إنهم كانوا خلعوه فقسمهم غموس على قوله، وهي قصة غير مروية ولا يعارض بمثلها ما ثبت بالأئمة من حكم الرسول بالقسامة والخلفاء صلى الله عليه وعليهم، وهذه حكاية منه مرسلة غير مسندة.
          وخرَّجه في باب أبوال الإبل وألبانها، وفي باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟، وفي باب قصة عكل وعرينة، وباب الدواء بألبان الإبل وأبوالها، وفي باب من خرج من أرض لا تلائمه، وفي باب استعمال إبل الصدقة وألبانها لأبناء السبيل، وفي باب تفسير قوله عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ} الآية [المائدة:33]، وفي باب المحاربين من أهل الكفر والردة، وباب لم يحسم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم المحاربين من أهل الردة حتى هلكوا، وفي باب لم يسق المحاربين حتى ماتوا، وباب القسامة، وفي باب: سمَّر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أعين المحاربين، وفي باب غزوة ذي قرد؛ لاختلافهم في من كانوا. [خ¦233] [خ¦3018] [خ¦4192] [خ¦5685] [خ¦5727] [خ¦1501] [خ¦4610] [خ¦6802] [خ¦6803] [خ¦6804] [خ¦6899] [خ¦6805] [خ¦4193]


[1] في الأصل: (سعيد)، وليس بصحيح.
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، و(من): ليست في «اليونينية».