المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات

          1093- قال البخاريُّ: حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدَّثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. [خ¦2217]
          وحدثنا سعيد بن تليد الرُّعَيني: حدَّثنا ابن وهب: أخبرني جرير بن حازم، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لم يكذب إبراهيم صلَّى الله عليه وسلَّم إلا ثلاث كذبات، ثنتان منهن في ذات الله عزَّ وجلَّ، قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات:89]، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء:63]». [خ¦5084]
          وقال أبو الزناد فيه: «هاجر إبراهيم بسارة، فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك، جبار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء، فأرسل إليه: أن يا إبراهيم؛ من هذه التي معك؟ قال: أختي، ثم رجع إليها / ، فقال: لا تكذبيني حديثي، فإني أخبرتهم أنك أختي، والله إنْ على الأرض من(1) مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه، فقام إليها»، قال أيوب: «يتناولها بيده، فأُخذ» قال أبو الزناد: «فقامت توضأ وتصلي، فقالت: اللهم؛ إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي؛ فلا تسلط عليَّ الكافر، فغُطَّ حتى ركض برجله».
          قال أبو سلمى بن عبد الرحمن: إن أبا هريرة قال: «قالت: اللهم؛ إن يمت؛ يقل(2) : هي قتلته فَأُرسِل، ثم قام إليها، فقامت توضأ تصلي، وتقول: اللهم؛ إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي؛ فلا تسلط عليَّ هذا الكافر، فغط حتى ركض برجله، فقالت: اللهم؛ إن يمت؛ يقل(3) : هي قتلته، فأرسل في الثانية أو الثالثة، فقال: والله ما أرسلتم إلي إلا شيطانًا، ارجعوها إلى إبراهيم، وأعطوها هاجر، فرجعت إلى إبراهيم».
          قال أيوب: «فأتته وهو قائم يصلي، فأومأ بيده: مَهْيم(4)، قالت: رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره، وأخدم هاجر». وقال أبو الزناد: «فقالت: أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدةً؟».
          قال أيوب: [قال] أبو هريرة: تلك أمكم يا بني ماء السماء.
          وخرَّجه في باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه، وفي كتاب الأنبياء، باب قوله: {وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}[النساء:125]؛ الباب، وفي كتاب الإكراه: باب إذا استكرهت المرأة على الزنى؛ فلا حد عليها، وفي باب إذا قال أخدمتك هذه الجارية على ما يتعارف الناس؛ فهو جائز. [خ¦2217] [خ¦3357] [خ¦6950] [خ¦2635]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية ابي ذرٍّ، و(من): ليست في «اليونينية».
[2] كذا في الأصل، وهي رواية ابي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (يقال).
[3] كذا في الأصل، وهي رواية ابي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (فيقال).
[4] كذا في الأصل، وهي رواية ابي ذرٍّ عن الكشمهيني، وفي «اليونينية»: (مهيا).