المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر نظرت عن يميني

          1059- قال البخاريُّ: حدثنا يعقوب: حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده قال: قال عبد الرحمن بن عوف. [خ¦3988]
          وحدثنا مسدد: حدَّثنا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جدِّه قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي؛ فإذا أنا بغلامين من الأنصار، حديثة أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، زاد إبراهيم(1) : فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال أحدهما سرًّا من صاحبه: يا عم؛ أرني أبا جهل، فقلت: يا بن أخي؛ وما تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته؛ أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرًّا من صاحبه مثله، فما سرني أني بين رجلين بمكانهما.
          وقال صالح: فغمزني أحدهما، فقال يا عم؛ هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم؛ ما حاجتك إليه يا بن أخي؟ قال: أخبرت أنَّه يسب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والذي نفسي بيده؛ لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منَّا، فتعجبت من ذلك، فغمزني الآخر، فقال مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، قلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه.
          وقال إبراهيم: فأشرت لهما إليه، فشدَّا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء.
          قال صالح: ثم انصرفا إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبراه، فقال: «أيكما قتله؟» قال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: «هل مسحتما سيفيكما؟» قالا: لا، قال: فنظر في السيفين، فقال: «كلاكما قتله، سَلَبُهُ لمعاذ بن عمرو بن الجموح»، وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح. [خ¦3141]
          وخرَّجه في باب غزوة بدر. [خ¦3988]


[1] في الأصل: (صالح) وليس بصحيح.