المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: يمسح على الخفين

          108- حديثُ عَمْرو بن أُمَيَّة الضَّمْري
          قال البخاريُّ: حدثنا أبو نُعَيم قال: حدثنا شَيْبَان، عن يحيى بن أبي كَثِير، عن أبي سَلَمة، عن جعفر بن عَمْرو بن أُمَيَّة الضَّمْري: أن أباه أخبره: أنه رأى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَمسح على الخُفَّين.
          تابعه حَرْبٌ وأَبَان عن يحيى. [خ¦204]
          (ح): وحدثنا عَبْدان قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا الأوزاعيُّ عن يحيى، وزاد: رأيتُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَمسَح على عمامته وخُفَّيه.
          تابعه مَعْمَرٌ، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عَمْرٍو: رأيتُ النَّبيَّ. [خ¦205]
          -قال أبو محمد الَأصِيلي رحمه الله: لا تُوجَد مُتابَعة مَعْمَرٍ ألْبَتةَ، وإنما المَسحُ على العِمَامة مِن خطأ الأوزاعيِّ، وكُنَّا نقول: وهو من خطأ أصحابه عليه؛ لأنهم اختلفوا عنه؛ فبعضُهم يَذكُرُها وبعضُهم لا يَذكُرُها، لكنَّ الثقاتَ ثَبَّتُوها عنه، والذين لم يثبتوها هم دونَهم في الثقة.
          قال المُهلَّب: فاختلافُهم في ذِكرها عن الأوزاعيِّ يُوهِنُ المَسْحَ عليها؛ إذ لا تَثبُت حقيقة مع اختلافهم، كما حكم به مالك رحمه الله، مع أن أصحابَ يحيى بن أبي كَثِير كلَّهم لم يذكُروا عنه العِمامةَ، وانفرد بذِكْرها الأوزاعيُّ، ثم اختَلَف عنه أصحابُه أيضًا في ذِكْرها، فدَلَّ ذلك على أنَّه وَهَمَ مَرةً وتَثَبَّت أخرى، والله أعلم.