المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء

          1012- قال البخاريُّ: حدثنا علي بن عبد الله [خ¦3007]، وقتيبة [خ¦4274]، والحميدي [خ¦4890] : حدثنا سفيان: حدَّثنا عمرو بن دينار(1) قال: أخبرني حسن بن محمد:" أخبرني عبد الله بن أبي رافع كاتب علي قال: سمعت عليًّا.
          1013- وحدثنا يوسف بن بهلول: حدَّثنا ابن إدريس: حدَّثني حصين. [خ¦6259]
          وحدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي: حدَّثنا هشيم: حدَّثنا حصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي وكان عثمانيًا، فقال لابن عطية، وكان علويًّا: إني لأعلم ما الذي جرَّأ صاحبك على الدماء، سمعته يقول: بعثني رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم والزبير بن العوام وأبا مرثد الغنوي، وقال سفيان: والمقداد. [خ¦3081]
          قال حصين: وكلنا فارس، فقال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين». قال سفيان: «فخذوا(2) منها»، قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا إلى الروضة. قال حصين: فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: فقلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي من كتاب، فأنخنا بها فابتغينا في رحلها، فما وجدنا شيئًا، قال صاحبي: ما نرى كتابًا، قال: قلت: لقد علمتُ، ما كذب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والذي يُحلف به، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك، قال: فلما رأت الجد مني؛ أهوت بيدها إلى حُجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الكتاب.
          قال: فانطلقنا به إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. قال سفيان: فإذا فيه: من حاطب إلى ناس بمكة من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. قال حصين: / فقال: «ما حملك يا حاطب على ما صنعت؟» قال: مابي ألا أكون مؤمنًا بالله ورسوله، وما غيرت وما(3) بدلت.
          وقال سفيان: فقال: يا رسول الله؛ لا تعجل علي، إني كنت امرأً ملصقًا في قريش، يقول: كنت حليفًا ولم أكن من أنفسها، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا. قال حصين: يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك إلا وله هناك من يدفع الله عن أهله وماله. قال سفيان: قال: ومن معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون بها أهليهم وأموالهم، ولم أفعله ارتدادًا عن ديني، ولا رضًى بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أما إنه قد صدقكم». زاد حصين: قال: «فلا تقولوا له إلا خيرًا».
          قال: فقال عمر بن الخطاب: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فأضرب عنقه. زاد سفيان: عنق هذا المنافق. فقال: «إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرًا فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم؟». وقال حصين: «فقد وجبت لكم الجنة».
          قال: فدمعت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم.
          قال سفيان: فأنزل الله عزَّ وجلَّ السورة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ...} إلى قوله: {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} [الممتحنة:1].
          وخرَّجه في باب فضل من شهد بدرًا، وباب المتأولين، وفي باب من نظر في كتاب من يحذر على المسلمين ليستبين أمره، وباب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة. [خ¦3983] [خ¦6939] [خ¦6259] [خ¦3081]


[1] في الأصل: (عبد الله بن دينار)، وليس بصحيح.
[2] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (فخذوه).
[3] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (ولا).