المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي

          982- قال البخاريُّ: حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدَّثنا عبد العزيز عن أنس قال: لما كان يوم أحد؛ انهزم الناس عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأبو طلحة بين يدي النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم مُجوِّب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلًا راميًا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا، وكان الرجل يمر معه بجَعبة من النبل، فيقول: «انثرها لأبي طلحة»، قال: تشرَّف النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي؛ لا تُشرف، يصبْك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك.
          ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تُنقزان القرب على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملأانها(1)، ثم تجيئان فتفرغانه(2) في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثًا. [خ¦3811]
          قال البخاريُّ: وقال غيره: ينقلان. [خ¦2880]
          وخرَّجه في غزوة أحد، باب قوله عزَّ وجلَّ: {إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران:122]، وفي مناقب أبي طلحة. [خ¦4064] [خ¦3811]


[1] في الأصل: (فتملأانهما)، ولعله تحريف.
[2] في الأصل: (فتفرغان)، والمثبت موافق لما في «الصحيح».