المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: أن رسول الله استعمل عاملًا

          914- قال البخاريُّ: حدثنا علي بن عبد الله [خ¦7174] وعبد الله بن محمد [خ¦2597] ؛ قالا: حدثنا سفيان: حدَّثنا الزهري.
          وحدثنا أبو اليمان: حدَّثنا شعيب عن الزهري. [خ¦6636]
          حدثنا محمد: وحدَّثنا عبدة: حدَّثنا هشام بن عروة. [خ¦7197]
          وحدثنا عبيد بن إسماعيل: حدَّثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه. [خ¦6979]
          قال شعيب عن الزهري: أخبرني عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي: أنه أخبره: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم استعمل عاملًا.
          قال علي عن سفيان: رجلًا من الأزد يقال له: ابن الأُتَبيَّة(1) على الصدقة.
          قال أبو أسامة: على صدقات بني سليم، قال شعيب: فجاءه العامل حين فرغ من عمله، قال عبدة: إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وحاسبه، قال: هذا الذي لكم، وهذه هدية أهديت لي، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أفلا جلست في بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك، إن كنت صادقًا؟».
          وقال شعيب: «فتنظر(2) أيهدى لك أم لا؟»، ثم قام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عشية بعد الصلاة. قال عبدة: فخطب الناس، زاد سفيان: فصعد المنبر فحمد الله عزَّ وجلَّ وأثنى عليه، وقال شعيب: فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: «أما بعد؛ فما بال العامل نستعمله»، وقال أبو أسامة: «فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله عزَّ وجلَّ، فيأتي فيقول: هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته؟».
          وقال شعيب: «فينظر هل يهدى له أم لا؟ فو الذي نفس محمد بيده؛ لا يغل منها أحد شيئًا»، وقال أبو أسامة: «لا يأخذ أحد منكم شيئًا إلا لقي الله عزَّ وجلَّ يحمله»، وقال شعيب: «إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، إن كان بعيرًا؛ جاء به له رغاء، وإن كانت بقرة؛ جاء بها لها خوار، وإن كانت شاة؛ جاء بها تيعر»، وقال سفيان: ثم رفع يديه حتى رأينا عُفْرَتَي إبطيه: «ألا هل بلغت» ثلاثًا.
          زاد هشام عن أبيه، عن أبي حميد قال: سمع أذني، وأبصرته عيني، وسلوا زيد بن ثابت، فإنه سمعه معي.
          قال البخاريُّ: خُوَارٌ: صوت، والجؤار: من {تَجْأَرُونَ} [النحل:53]، كصوت البقرة.
          وخرَّجه في باب هدايا العمال، وفي باب محاسبة الإمام عماله، وفي باب احتيال العامل ليهدى له، وباب كيف كانت يمين النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وباب من لم يقبل الهدية لعلة. [خ¦7174] [خ¦7197] [خ¦6979] [خ¦6636] [خ¦2597]


[1] حاشية في الأصل: (اسمه عبد الله).
[2] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (فنظرت).