المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة

          903- قال البخاريُّ: حدثنا علي بن عبد الله: حدَّثنا سفيان قال: سمعت الزهري. [خ¦6441]
          وحدثنا محمد بن يوسف: حدَّثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيِّب وعروة بن الزبير: أن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله صلَّى الله / عليه وسلَّم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، زاد سفيان: ثم سألته فأعطاني، ثم قال لي: «يا حكيم؛ إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس»، وقال الأوزاعي: «بسخاوة نفس؛ بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس؛ لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى». [خ¦2750]
          قال حكيم: فقلت: يا رسول الله؛ والذي بعثك بالحق لا أرزأ(1) أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر يدعو حكيمًا ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبل منه شيئًا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبل(2)، فقال: يا معشر المسلمين؛ إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله عزَّ وجلَّ له من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس شيئًا بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى توفي.
          وخرَّجه في باب ما كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه. [خ¦3143]
          وفي باب قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إن هذا المال خضرة حلوة»، وقول الله عزَّ وجلَّ: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ...} إلى قوله: { مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }[آل عمران:14].
          وقال عمر: اللهم؛ إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا، اللهم؛ إني أسألك أن أنفقه في حقه. [خ¦6441]
          وفي باب تأويل قوله: {مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ}[النساء:12]، وقوله: { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}[النساء:58]. [خ¦2750]


[1] حاشية في الأصل: (لا أنقص ماله بالطلب).
[2] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (يقبله).