المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: يا أيها الناس تصدقوا

          894- قال البخاريُّ: حدثنا عمر(1) بن حفص: حدَّثنا أبي: حدَّثنا الأعمش قال: حدثني شقيق، عن عمرو بن الحارث، عن زينب امرأة عبد الله. [خ¦1466].
          895- قال البخاريُّ: حدثنا ابن أبي مريم: حدَّثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير قال: أخبرني زيد، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري: خرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في أضحى، أو فطر إلى المصلى، ثم انصرف فوعظ الناس وأمرهم بالصدقة، فقال: «يا أيها الناس؛ تصدقوا»، فمر على النساء، فقال: «يا معشر النساء؛ تصدقن، فإني أُريتكنَّ أكثر أهل النار»، فقلن: وبم ذلك يا رسول الله؟! قال: «تكثرن اللعن، وتكفُرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكنَّ يا معشر النساء»، ثم انصرف، فلما / صار إلى منزله؛ جاءت زينب امرأة ابن مسعود تستأذن عليه، فقيل: يا رسول الله؛ هذه زينب. فقال: «أي الزيانب؟» فقال: امرأة ابن مسعود. قال: «نعم؛ ائذنوا لها» فأذن لها، قالت: يا نبي الله؛ إنك أمرت اليوم بالصدقة، وكان عندي حلي لي فأردت أن أتصدق به، فزعم ابن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم.
          وزاد عمرو عنها: قالت: كنت في المسجد، فرأيت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «تصدقن ولو من حليكنَّ»، وكانت زينب تنفق على عبد الله وأيتام في حجرها، فقالت لعبد الله: سل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أيجزئ عني أن أنفق عليك، وعلى أيتامي في حَجْري من الصدقة؟ فقال: سلي أنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فانطلقت إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فوجدت امرأة من الأنصار على الباب، حاجتها مثل حاجتي، فمر علينا بلال، فقلنا: سل النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أيجزئ عني [أن أنفق] على زوجي، وأيتام لي في حجري، وقلنا: لا تخبر بنا، فدخل فسأله، فقال: [«من هما؟» قال: زينب، قال: «أي الزيانب؟»، قال: امرأة عبد الله، قال] : «نعم؛ لها أجران؛ أجر القرابة، وأجر الصدقة». [خ¦1462]


[1] في الأصل: (عمرو)، وليس بصحيح.