المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: أتيت النبي وعليه ثوب أبيض

          866- حديث أبي ذرٍّ:
          قال البخاريُّ: حدثنا أبو معمر: حدَّثنا عبد الوارث، عن الحسين، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر حدثه: أن أبا الأسود الديلي حدثه عن أبي ذر قال: أتيت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال. [خ¦5827]
          وحدثنا عمر بن حفص: حدَّثنا أبي: حدَّثنا الأعمش. [خ¦6268]
          وحدثنا الحسن بن الربيع: حدَّثنا أبو الأحوص عن الأعمش. [خ¦6444]
          وحدثنا أحمد ابن يونس: حدَّثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن زيد بن وهب. [خ¦2388]
          وحدثنا قتيبة: حدَّثنا جرير، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن زيد بن وهب، [عن أبي ذر. [خ¦6443]
          وحدثنا عياش: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا الجريري. [خ¦1407]
          وحدثني إسحاق بن منصور: حدَّثنا عبد الصمد]
قال: حدثني أبي: حدَّثنا الجريري _هو سعيد بن إياس_: حدَّثنا أبو العلاء بن الشخير: أن الأحنف بن قيس حدثهم قال: جلست إلى ملأ من قريش، فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلم، ثم قال: بشر الكانزين برضفٍ(1) يحمى عليه في نار جهنم، ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نُغضِ(2) كتفيه(3)، ويوضع على نُغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثديه يتزلزل، ثم ولَّى فجلس إلى سارية، وتبعته وجلست إليه، وأنا لا أدري من هو، فقلت له: لا أرى القوم إلا قد كرهوا ما قلت، قال: إنهم لا يعقلون شيئًا، إنما يجمعون الدنيا، والله لا أسألهم عن دنيا، ولا أستفتيهم عن دين حتى ألقى الله. قال لي خليلي، قلت: من خليلك تعني؟ قال: رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «يا أبا ذر؛ أتبصر أُحُدًا؟» قال: فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار، وأنا أُرَى أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يرسلني في حاجة له، قلت: نعم، قال: «ما أحب أن لي مثل أحد ذهبًا». [خ¦1407]. قال حفص: «تأتي عليه ليلة أو ثلاث عندي منه دينار». قال الأحنف: «أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير».
          وقال أبو شهاب: «يمكث عندي فوق ثلاث إلا دينار(4) أرصده لدين».
          قال ابن رفيع، عن زيد، عن أبي ذر: خرجت ليلة من الليالي؛ فإذا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يمشي وحده وليس معه إنسان، قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني، فقال: «من هذا؟» قلت: أبو ذر، جعلني الله / فداءك، قال: «يا أبا ذر»، زاد حفص فيه: قلت: لبيك وسعديك، يا رسول الله. قال: «الأكثرون هم الأقلون».
          زاد ابن رفيع: «يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيرًا، فنفح فيه يمينه وشماله، وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرًا».
          زاد أبو شهاب: «وقليل ما هم». قال ابن رفيع: فمشيت معه ساعة، فقال: «اجلس ههنا حتى أرجع إليك»، فأجلسني في قاعٍ حوله حجارة. وقال أبو الأحوص فيه: قال لي: «مكانك، لا تبرح حتى آتيك». ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى. قال ابن رفيع: في الحرة، حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث.
          قال أبو الأحوص: فسمعت صوتًا قد ارتفع، فتخوَّفت أن يكون عرض(5) للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأردت أن آتيه، فذكرت قوله لي: «لا تبرح حتى آتيك»، فلم أبرح.
          قال ابن رفيع: ثم إني سمعته وهو مقبل، وهو يقول: «وإن سرق وإن زنى». قال: فلما جاء؛ لم أصبر حتى قلت: يا نبيَّ الله؛ جعلني الله فداءك، من تُكلِّم في جانب الحرة؟ ما سمعت أحدًا يرجع إليك شيئًا، قال: «ذلك جبريل عرض لي في جانب الحرَّة، قال: بشر أمَّتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، قلت: يا جبريل؛ وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم؛ وإن شرب الخمر».
          زاد الدُّيلي: «على رغم أنف أبي ذر»، وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر.
          وخرَّجه في باب ما أحب أن لي مثل أحد ذهبًا، وفي باب من أجاب بلبيك وسعديك، وفي باب ذكر الملائكة مختصرًا، وفي تمنِّي الخير مختصرًا، وفي باب أداء الدين وقول الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ اللّهَ يَامُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الَأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء:58]، وفي باب المكثرون هم الأقلون، وباب الثياب البيض، وفي كلام الرب عزَّ وجلَّ مع جبريل والملائكة، وفي باب إذا قال: والله لا أتكلم(6) اليوم، فصلى وقرأ، وباب ما جاء في الجنائز، ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله، وباب كيف كانت يمين النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. [خ¦6444] [خ¦6268] [خ¦3222] [خ¦7228] [خ¦2388] [خ¦6443] [خ¦7487] [خ¦6638] [خ¦1237] [خ¦6683]


[1] حاشية في الأصل: (أي: حجر محمات).
[2] حاشية في الأصل: (العظم الرقيق على طرف الكتف).
[3] كذا في الأصل في الموضعين، وفي «اليونينية»: (كتفه).
[4] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذر، وفي «اليونينية»: (دينارًا).
[5] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (يكون قد عرض).
[6] في الأصل: (كلم)، و المثبت موافق لما في «اليونينية».