المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: كنا مع النبي بين مكة والمدينة

          822- حدثني علي بن عبد الله وعبد الله بن محمد: حدَّثنا سفيان، عن صالح بن كيسان، عن أبي محمد: سمع أبا قتادة: كنا مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالقاحة من المدينة على ثلاث. [خ¦1823]
          وحدثنا يحيى بن سليمان: حدَّثنا ابن وهب: حدَّثنا عمرو: أن أبا النضر حدثه عن نافع مولى أبي قتادة: سمعت أبا قتادة قال: كنت مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين مكة والمدينة. [خ¦5492]. قال علي بن المبارك فيه: قال: فبصر أصحابي بحمار وحش.
          وقال ابن موهب: رأوا حمُر وحش. قال محمد بن جعفر: قال: وأنا مشغول، أخصف نعلي، فلم يؤذنوني به، وأحبُّوا لو أني أبصرته(1). قال علي بن المبارك: فجعل بعضهم يضحك إلى بعض. قال أبو حازم: فالتفت فأبصرته، فقمت إلى الفرس فأسرجته، ثم ركبته.
          زاد فضيل عن أبي حازم: فرسًا يقال لها(2) الجرادة، زاد نافع: [وكنت] رَقَّاءً على الجبال، قال ابن جعفر عن أبي حازم: ونسيت السوط والرمح، فقلت لهم: ناولوني السوط والرمح، فقالوا: والله(3) لا نعنيك عليه بشيء، فغضبت، فنزلت فأخذتها، ثم ركبت فشددت على الحمار فعقرته. قال ابن موهب: فحمل أبو قتادة على الحمر فعقر منها أتانًا. قال نافع: فأتيت إليهم فقلت لهم: قوموا، فاحتملوا، فقالوا: لا نمسه، فحملته حتى جئتهم به. قال صالح: فقال بعضهم: كلوا، وقال بعضهم: لا تأكلوا. قال مالك: فأكل منه بعض أصحاب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأبى بعض. [خ¦2914]
          قال ابن موهب: وقالوا: أنأكل لحم صيد ونحن محرمون؟
          قال هشام: وخشينا أن نُقتطع، فطلبتُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أرفع فرسي شأوًا وأسير شأوًا، فلقيت رجلًا من بني غفار في جوف الليل، فقلت: أين تركتَ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ فقال: تركته بِتَعهن، وهو قايل السقيا.
          قال علي بن المبارك: قال: فلحقت برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى أتيته، فقلت: يا رسول الله؛ إن أصحابك أرسلوا يقرؤون [عليك] السلام ورحمة الله، وإنهم قد خشوا أن يقتطعهم العدو دونك فانتظرهم، قال: فافعل.
          وقال محمد بن جعفر عن أبي حازم: ثم إنهم شَكُّوا في أكلهم إياه وهم حرم، وخبأت العضد معي.
          وقال ابن الموهب: فحملنا ما بقي من لحم الأتان، فلما أتوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ قالوا: يا رسول الله؛ إنا كنا أحرمنا، وقد كان أبو قتادة لم يحرم، فرأينا حمر وحش، فحمل عليها أبو قتادة فعقر منها أتانًا، فنزلنا فأكلنا من لحمها، ثم قلنا: أنأكل لحم صيد ونحن محرمون؟ فحملنا ما بقي من لحمها، قال: «أمنكم أحد أمره أن يحمل عليها، أو أشار إليها؟» قالوا: لا، / قال: «فكلوا ما بقي من لحمها».
          قال أبو حازم بالسند عن أبي قتادة: فقال: «معكم منه شيء؟»، فناولته العضد، فأكلها حتى تعرقها وهو محرم.
          زاد وقال ابن المبارك: فقال: إنَّ عندنا منه فاضلة، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابه: «كلوا» وهم محرمون.
          وقال مالك: فقال: «إنما هي طُعمة أطعمكموها الله عزَّ وجلَّ».
          وخرَّجه في باب إذا رأى المحرمون صيدًا فضحكوا؛ ففطن الحلال، وفي باب لا يعين المحرم الحلال في قتل الصيد، وباب لا يشير المحرم إلى الصيد لكي يصطاده الحلال، وباب تعرق العضد، وباب التصيُّد على الجبال، وباب اسم الفرس والحمار، وباب ما يذكر في الرماح، وفي كتاب المظالم والهبات، باب من استوهب من أصحابه شيئًا. [خ¦1822] [خ¦1823] [خ¦1824] [خ¦5407] [خ¦5492] [خ¦2854] [خ¦2914] [خ¦2570]


[1] في الأصل: (وأحبُّوا لو أني أبصرته).
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذرٍّ، وفي «اليونينية»: (له).
[3] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (لا، والله).