المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس

          719- قال البخاريُّ: حدثنا عبد الله بن يوسف [خ¦104] وسعيد بن شرحبيل [خ¦4295] واللفظ له، عن الليث، عن سعيد المقبري، عن أبي شريح العدوي: أنه قال لعمرو بن سعيد، وهو يبعث البعوث إلى مكة: ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولًا قام به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الغد من يوم(1) الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، إنه(2) حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، لا يحل لا مرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرًا، فإن أحدٌ ترخص لقتال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيها؛ فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب».
          فقيل لأبي شريح: ماذا قال لك عمرو؟ [قال:] قال: أنا أعلم منك يا أبا شريح، إن الحرم لا يعيذ عاصيًا، ولا فارًّا بدم، ولا فارًّا بِخُربة.
          وخرَّجه في باب لا يعضد شجر الحرم، وفي باب ليبلغ الشاهد الغائب من كتاب العلم، وفي باب منزل النَّبيِّ عليه السلام يوم الفتح بمكة. [خ¦1832] [خ¦104] [خ¦4295]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذر، وفي «اليونينية»: (الغد يوم).
[2] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذر، وليس في «اليونينية»: (إنه).