مصابيح الجامع الصحيح

حديث: بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت

          5032- (كيت وكيت)؛ بفتح التاء وكسرها.
          و(نسي)؛ بالتخفيف والتشديد، قال القاضي عياض: الأولى أن يقال: إنَّه ذم الحال لا ذم القول؛ أي: بئس الحال حال من حفظ القرآن، فغفل عنه حتى نسيه، الخطابيُّ: (بئس) يعني: أنَّه عوقب بالنسيان على ذنب كان منه، أو على سوء تعهده بالقرآن حتى نسيه، وقد يحتمل أن يكون ذلك في زمنه ◙ حين النسخ، وسقوط الحفظ عنهم، فيقول القائل منهم: نسيت كذا، فنهاهم عن هذا القول؛ لئلا يتوهموا على محكم القرآن الضياع، فأعلمهم أنَّ ذلك بإذن الله تعالى، ولما فيه من المصلحة ونسخه.
          [قوله: (العُقُل)؛ بضمَّتين وسكون الثانية: جمع العقال: وهو الحبل الذي يشد به البعير، وفي بعضها: «في عقلها» بدل من «من عقلها».
          الطِّيبيُّ: شبَّه القرآن وكونه محفوظًا على ظهر القلب بالإبل النافرة، وقد عقل عليها بالحبل، وليس بين القرآن والبشر مناسبة قريبة؛ لأنَّه حادث وهو قديم، والله تعالى بلطفه منحهم هذه النِّعمة العظيمة، فينبغي له أن يتعاهده بالحفظ والمواظبة، وقال: السِّين في (استذكروا) للمبالغة؛ أي: اطلبوا من أنفسكم المذاكرة، وهو عطف من حيث المعنى على (بئسما)؛ أي: لا تقصِّروا في معاهدته واستذكروه، وقال: و(نُسِّي) فيه إشارة إلى أنَّه من فعل الله تعالى من غير تقصير منه.]