مصابيح الجامع الصحيح

حديث: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله شاة فيها سم

          4249- قوله: (فيها سمٌّ): مثلث السِّين، أكل رهط من أصحابه، فمات بشر بن البراء _بالتخفيف_ بن معرور، وقتلها صلعم لنقضها العهد، والمُهدية هي زينب بنت الحارث بن سلام، وقال ابن إسحاق: هي أخت مرحب، وروى معمر بن راشد عن الزهري: أنَّها أسلمت، وقد روى البخاري ومسلم: قيل له ◙: ألا تقتلها؟ قال: «لا»، والطريق الذي فيه القتل مرسل، وجَمَعَ البيهقي: بأنَّه لم يقتلها أوَّلًا، فلمَّا مات بشر أمر بقتلها. /
          فائدة: روى الزُّهريُّ أنَّ الصِّديق ☺ والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت لأبي بكر، فقال الحارث _وكان طبيبًا_ والله إن فيها سم سنة، وأنا وأنت نموت في يوم واحد، فرفع يده، فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة، رواه الحاكم، وذكر محمد بن جرير والطبري بإسناد له أن اليهود سمَّته في آرزه، ويقال في خزيرة، انتهى
          ولما غزا خالد بن الوليد الحيرة؛ جاءه عبد المسيح بن عمرو ومعه سم ساعة، فقال له خالد: ما هذا؟ قال: سم ساعة إن نالني مكروه؛ تناولته، فأخذ خالد من يده، وقال: باسم الله خير الأسماء الذي لا يضر مع اسمه شيء الرحمن الرحيم ثمَّ اقتحم السم فلم تضره منه شيء، فقال له عبد المسيح: والله لتملكنَّ ما أردتم ما دام أحد منكم هذا، وكان المذكور معمرًا بلغ ثلاث مئة وخمسين سنة.