مصابيح الجامع الصحيح

حديث: إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النفس

          1979- و(كَانَ لَا يُتَّهَمُ) فائدة هذا الكلام الإشعار بأنَّ كونه شاعرًا لا يُوجِب اتِّهامه، ولا ينافي صدقه، وكيف وهو داخل تحت الاستفتاء من قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُوْنَ} [الشُّعراء:224]؛ لأنَّه كان من {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الشُّعراء:227] الآية.
          (هَجَمَتْ) أي: غارت لأجله عَيْنك وَضَعُفَ بَصَرُها.
          و(نهكت) ذبلت وَهَزُلت، وفي بَعْضها: (نَفِهَتْ) بفتح النُّون وكسر الفاء: كلَّت وأعيت.
          التَّيميُّ: «نهثت» بالنُّون والمثلَّثة، ولا أعرف هذه الكلمة، وقد ورد في اللُّغة: نهث الرَّجل بمعنى: تنعَّل، وهو بعيد أيضًا.
          الخطَّابيُّ: المعنى أنَّ المؤمن لم يتعبَّد بالصَّوم فقط حتَّى إذا اجتهد فيه كان قد قضى حقَّ التَّعبُّد كلَّه، وإنَّما تعبَّد بأنواع من العمل كالجهاد والحجِّ، فإن استفرغ جهده في الصَّوم فبلغ به حدَّ غور العين وكِلال البدن؛ انقطعت قوَّته وبطلت سائر ثواب العبادة، فأمره بالاقتصاد في الصَّوْم ليستبقي بعض القوَّة، ولسائر الأعمال، ويؤيِّده اتِّباعه بقوله: لا تفرُّ وقت لقاء العدوِّ.