مصابيح الجامع

حديث: إنه أتاني الليلة وإنهما ابتعثاني

          7047- (كرِيهِ الْمَرْآةِ) بفتح الميم على زنة مَفْعَلَة؛ من رَأَى يَرَى(1).
          (يَحُشُّهَا) بحاء مضمومة وشين معجمة؛ أي: يُوقِدُها.
          (عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ) بعين مهملة ساكنة ثم مثناة فوقية مفتوحة ثم ميم مشددة، يقال: اعْتَمَّ النباتُ: إذا اكْتَمَلَ (2)، ونخلةٌ عَميمةٌ؛ أي: طَويلةٌ، وكذلك الجاريةُ.
          وقال الداودي: أي: غَطَّاها (3)الخِصْبُ والكلأ كالعِمامَةِ على الرأس.
          قال ابن التين(4) : وضبطناه بكسر التاء وتخفيف الميم، وما يظهر له (5) وجه.
          قلت: يلوحُ لي فيه وجهٌ مقبول، وذلك أن خضرةَ الزرع إذا اشتدَّت، وُصفت بما يقتضي السوادَ؛ كقوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى. فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} [الأعلى:4-5].
          وقد ذهب (6) الزجاج: إلى أن {أَحْوَى} حال من {الْمَرْعَى} أُخِّر عن الجملة المعطوفة (7)، وأن المراد وصفه بالسواد؛ لأجل خضرته، فكذلك (8) تقول: وصفت (9) الروضة لشدة خضرتها بالسواد، فقيل: مُعْتِمَة، من قولك: أَعْتَمَ الليلُ: إذا أَظْلَمَ، فتأمله.
          وأورده ابن بطال: ((مِغَنَّة)) فقط _بغين معجمة ونون_، ثم قال: قال ابن دريد: وادٍ أَغَنُّ، ومُغْنٍ: إذا كَثُرَ شجرُه.
          (مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ) فيه استعمال ((قَطُّ)) غيرَ مسبوق بنفي، وقد سبقَ نظيرُه.


[1] ((يرى)): ليست في (ق).
[2] في (ق): ((كمل)).
[3] في (ج) و(ف): ((أعطاها)).
[4] في (ف): ((المنير)).
[5] في (ف): ((لي)).
[6] في (ف): ((وذهب)).
[7] في (ف): ((الموصوفة)).
[8] في (ق): ((فلذلك)).
[9] في (ف): ((أوصفت)).