مصابيح الجامع

حديث: اخسأ فلن تعدو قدرك

          6618- (إِنْ يَكُنْهُ) قال الزركشي: استدلَّ به ابنُ مالك على اتصال (1) الضَّمير إذا وقعَ خبراً لـ((كان))، لكن في رواية: ((إنْ يَكُنْ هو))، فلا دليلَ فيه.
          قلت: هذا من أعجب ما يُسمع، كيف تكونُ الروايةُ الثانيةُ (2) مقتضيةً لعدم الدليل في الرواية الأولى، والفرض أنَّ الضميرَ المنفصلَ المرفوع في الثانية تأكيدٌ للضمير (3) المستكِنِّ في يَكُنْ، وهو (4) اسم ((كان))، وخبرُها محذوف؛ أي: إن يكنْ هو (5) الدَّجَّالَ، والضميرُ المتصلُ في الرواية الأخرى (6) خبر ((كان))، فبهذا وقع الاستدلالُ في محلِّ النزاع، وهو هل (7) الأَوْلَى (8) في خبر ((كان)) إذا وقع ضميراً أن يكون متصلًا، أو منفصلًا.
          فهذا الحديثُ شاهدٌ لاختيار (9) الاتِّصال، وأما ((إنْ يكنْ (10) هو))، فليست من محلِّ النزاع في شيء، إذ ليس الضَّمير فيها خبرَ كان قطعاً(11).


[1] ((اتصال)): ليست في (ج) و(ف).
[2] في (ق): ((الثاني)).
[3] في (ق): ((الضمير)).
[4] في (ف): ((وهم)).
[5] ((هو)): ليست في (ق).
[6] ((الأخرى)): ليست في (ج) و(ق) و(ف).
[7] في (ج) و(ف): ((وهل هو)).
[8] في (ق): ((وهل هو الأول)).
[9] في (ق): ((شاهداً لاختبار)).
[10] في (ج) و(ق) و(ف): ((يكون)).
[11] ((قطعاً)): ليست في (ف).