مصابيح الجامع

معلق الليث: أنه ذكر رجلًا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل

          2291- (أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلاً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ) وساقَ قصَّةَ الخشبة.
          وقد ذكر محمد بن الربيع الجيزي في كتاب «أسماء من دخل مصر من الصَّحابة» بإسناده إلى عبدِ الله بن عَمرو يرفعه: أن رجلاً جاء إلى النجاشي، فقال: أسلِفْني ألفَ دينار إلى أَجَل، قال: فأتني بالحميل (1)، قال: الله، فأعطاه الألف، وساق قصةً نحوَ القصة الواقعة في «الصحيح».
          (ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا) بزاي وجيمين.
          قال القاضي: لعلَّ معناه: سمَّرها بمسامير كالزجِّ، أو حشا شقوقَ (2) لصاقِها بشيءٍ، ودفعه بالزُّج.
          وقال الخطَّابي: أي: سَوَّى موضعَ النَّقْرِ وأصلَحَه؛ من تزجيج الحواجب، وهو حذفُ زوائد الشَّعَر، ويحتمل أن يكون مأخوذاً من الزَّجِّ الذي هو الفصلُ؛ بأن يكون النقرُ في طرف الخشبة؛ / ليُشدَّ عليها، رجاءَ أن يمسكه، ويحفظ ما في جوفه.
          (فَأَتَى بِالأَلْفِ دِينَارٍ) ذكر ابنُ مالك فيه ثلاثة أوجه:
          أحدها: أن يكون أرادَ بالألف: ألفَ دينار على البدل، وحذف المضاف، وأبقى المضاف إليه على حاله من الجرِّ.
          قلت: المضاف هنا مجرور، فلمَ لم يقل: إن المضاف إليه أقيم مقامَ المضاف؟
          الثاني: أن يكون أصلُه بالألف الدينار، ثم حُذفت (3) من الخط؛ لصيرورتها (4) بالإدغام دالاً، فكتب على اللفظ.
          قلت: لكن الرواية بتنوين دينارٍ، ولو ثبت عدمُ تنوينه برواية معتبرة، تَعَيَّنَ هذا الوجهُ، وكثيراً ما يعتمد هو وغيره التوجيهَ باعتبار الخط، ويلغون تحقيق الرواية.
          الثالث: أن تكون الألف مضافاً إلى دينار، والألف واللام زائدتان، فلم تمنعا الإضافة. ذكره أبو علي الفارسي.


[1] في (ق): ((بالكفيل)).
[2] في (م) و(د): ((شوق)).
[3] في (د): ((حذف)).
[4] في (ق): ((لضرورتها)).