الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن رسول الله صلى بأصحابه في الخوف

          767- الثَّالث: عن صالحِ بن خَوَّات بن جبير عن سهل بن أبي حَثْمة: «أنَّ رسولَ الله صلعم صلَّى بأصحابه في الخوف، فصفَّهم خلفَه صفَّين، فصلَّى بالَّذين يَلُونه رَكعةً ثمَّ قام، فلم يزل قائماً حتَّى صلَّى الَّذين خلفَه ركعةً، ثمَّ تقدَّموا قُدَّامَهم، فصلَّى بهم ركعةً، ثمَّ قعد حتَّى صلَّى الَّذين تخلَّفوا ركعةً، ثمَّ سلَّم»، هكذا في حديث عبدِ الرَّحمن بن القاسم عن أبيه عن صالحٍ مرفوعاً. [خ¦4131]
          وهو عندَ البُخاريِّ وحدَه من رواية يحيى الأنصاريِّ عن القاسم عن سهل من قوله. [خ¦4131]
          وعندهما من حديث مالك عن يزيدَ بن رُومانَ عن صالح عمَّن صلَّى مع رسول الله صلعم يومَ ذات الرِّقاع صلاةَ الخوف: «أنَّ طائفةً صفَّت معه وطائفةً / وُجاهَ العدوِّ، فصلَّى بالَّتي معه ركعةً ثمَّ ثبت قائماً، وأتَمُّوا لأنفسهم، ثمَّ انصرفوا وُجاهَ العدوِّ، وجاءت الطَّائفةُ الأخرى فصلَّى بهم الرَّكعة الَّتي بقيت من صلاته، ثمَّ ثبت جالساً وأتَمُّوا لأنفسهم، ثمَّ سلَّم بهم». [خ¦4129]
          ذكر أبو مسعود المتنَ بخلاف ما ذكرنا، فقال: [«إنَّ النَّبيَّ صلعم صلَّى بهم، فصفَّ صفَّاً خلفه، وصفَّاً مُصافَّ العدوِّ، فصلَّى بهم ركعةً، ثمَّ ذهب هؤلاءِ وجاء أولئك، فصلَّى بهم ركعةً، ثمَّ قاموا فصلَّوا ركعةً ركعةً».]
          قال أبو مسعود: هذا لفظُ حديث القاسم، ومَن نَظَرَ في الكتابين عَلِمَ أنَّ لفظَ حديث القاسمِ على غير ما حكى. /