الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أتحلفون وتستحقون قاتلكم، أو صاحبكم

          765- الحديث الأوَّل: عن بُشير بن يَسار عن سهل بن أبي حَثْمَةَ قال: «انطلق عبدُ الله بن سهل ومُحَيِّصَةُ بن مسعود إلى خيبرَ وهي يومئذٍ صُلحٌ، فتفرَّقا، فأتى مُحَيِّصةُ إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحَّط في دمه(1) قتيلاً، فدفنه، ثمَّ قَدِمَ المدينةَ، فانطلق عبدُ الرَّحمن بن سهل ومُحَيِّصَةُ وحويِّصة ابنا مسعود إلى النَّبيِّ صلعم، فذهب عبدُ الرَّحمن يتكلَّم، فقال: كَبِّرْ كَبِّرْ وهو أحدثُ القوم فسكت(2)، فتكلَّما، فقال: أتحلِفونَ وتستحقُّون قاتِلَكم، أو(3) صاحِبَكُم؟ قالوا: وكيف نحلِف ولم نشهَد ولم نرَ؟ قال: فتبرِّئُكم(4) يهودُ بخمسين(5) ؟ فقالوا: كيف نأخذ أيمان قومٍ كُفَّارٍ؟ فعقله النَّبيُّ صلعم من عنده». / [خ¦2702]
          وفي حديث حمَّاد بن زيد: فقال رسولُ الله صلعم: «يُقْسِمُ خمسون منكم على رجلٍ منهم، فيُدفَعُ برُمَّته(6)، قالوا: أمرٌ لم نشهد، كيف نحلف؟ قال: فتبرِّئكم يهودُ بأيمان خمسينَ منهم؟ قالوا: يا رسولَ الله، قومٌ كُفَّارٌ...» الحديث نحوه. [خ¦6142]
          وفي حديث سعيد بن عُبيد: فقال لهم: «تأتون بالبيِّنة على مَن قَتَلَهُ، قالوا: ما لنا بيِّنة، قال: فيحلِفون، قالوا: لا نرضى بأيمان اليهود، فكَرِهَ رسولُ الله صلعم أن يُبْطِلَ دَمَهُ فَوَداهُ بمئةٍ من إبل الصَّدقة». [خ¦6898]
          [وفي حديث ابن عُيينةَ: فجاء عبدُ الرَّحمن بن سهل وحويِّصةُ ومُحيِّصةُ ابنا مسعود وهما عمَّاه (7).]
          وفي حديث هُشيم: أنَّ رجلاً من الأنصار من بني حارثةَ يقال له: عبدُ الله بن سهل بن زيد، انطلق هو وابنُ عمٍّ له يقال له: مُحيِّصةُ بن مسعود بن زيد.
          وفي حديث حَمَّاد بإسناده عن سهل بن أبي حَثْمة ورافع بن خديج... الحديث (8). /
          وفيه: قال سهلٌ: فدخلتُ مِرْبَداً(9) لهم يوماً، فركَضَتْنِي ناقةٌ من تلك الإبل ركضةً برجلها.
          وأخرجاه أيضاً من حديث مالك بن أنس عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرَّحمن بن سهل، عن سهل بن أبي حَثْمة عن رجالٍ من كُبراء قومه: «أنَّ عبدَ الله بن سهل ومُحيِّصة خرجا إلى خيبرَ، ثمَّ ذكر نحوَه وقَتْلَ عبدِ الله، وأنَّ رسولَ الله، قال: إمَّا أن يَدُوا صاحبَكم وإمَّا أن يؤذنوا بحربٍ، وأنَّ رسولَ الله صلعم كتب في ذلك، فكتبوا: إنَّا والله ما قتلناه، فقال رسولُ الله صلعم: أَتَحْلِفون وتستحِقُّون دمَ صاحبكم؟ قالوا: لا، قال: فتحلِف لكم يهودُ؟ قالوا: ليسوا بمسلمين، فوَدَاه من عنده، فبعث إليهم مئةَ ناقة».
          قال سهلٌ: فلقد ركَضَتْنِي منها ناقةٌ حمراء. [خ¦7192]


[1] يتشحَّطٌ في دمه: أي؛ يضطرب.
[2] سقط قوله: (فسكت) من (أبي شجاع).
[3] في (أبي شجاع): (و)، وما أثبتناه موافق لنسخنا من الصحيحين.
[4] في هامش (ابن الصلاح): (قال شيخنا: وجهه _والله أعلم_: أن الإبراءَ إسقاطٌ على الجملة، فاستُعمل ها هنا في إسقاط ما صَعُب على المدّعين، ونقل عليهم من اليمين عنهم يحلف المدعي عليهم والله أعلم).
[5] زاد في (أبي شجاع): (يمين)، وجاءت الروايات بالوجهين.
[6] يُدفَع برُمَّته: أي؛ يُسلَّم إلى أولياء القتيل دون اعتراض، والرُّمة: قطعة حبل يُشَدُّ بها الأسير أو القاتل فإذا قِيد أحدهما إلى القتل قِيد بها.وقيل: أصله البعير يُشدُّ في عنقه حبْلٌ فيقال: أعطه البعير برُمَّته، ومنه يقال: أخذت الشيءَ برمّته أي كلّه.(ابن الصلاح) نحوه.
[7] لم أعثر عليه؛ بل جاء في حديث حماد أنهما ابنا عمِّه لا عمَّاه.
[8] هنا يبدأ السقط في (أبي شجاع) ويستمر إلى آخر مسند ظهير بن رافع.
[9] المِرْبَد: موقف الإبل، واشتقاقه من ربد؛ أي: أقام.والرَّبْد أيضاً: الحبس وبه سمي مربد البصرة إنما كان سوق الإبل، والمربد أيضاً كالجَرِينُِ وهو الموضع الذي يُلقى فيه التمر.(ابن الصلاح) نحوه.