الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر

          674- الثاني: عن أبي الأشعثِ الصَّنعانيِّ _مِن صَنعاءِ دمشقَ واسمُه شَراحيلُ بنُ آدَه(1)_ عن عُبادةَ بنِ الصَّامتِ قال: قال رسول الله صلعم: «الذَّهبُ بالذَّهبِ، والفضَّةُ بالفضَّةِ، والبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعيرُ بالشَّعيرِ، والتَّمرُ بالتَّمرِ، والملحُ بالملحِ، مِثلاً بِمِثلٍ، سواءً بسواءٍ، يداً بيدٍ، فإذا اختلَفَت هذه الأصنافُ فبيعوا كيف شئتُم إذا كان يداً بيدٍ».
          وهو عند مسلمٍ أيضاً بطولِه، وفيه قصَّةُ معاويةَ معَ عُبادةَ من حديثِ أيُّوبَ عن أبي قِلابةَ قال: كنتُ بالشامِ في حلْقةٍ فيها مسلمُ بنُ يسارٍ، فجاء أبو الأشعَثِ، قال: فقالوا: أبو الأشعَث، أبو الأشعَث! فجلَس، فقلتُ: حَدِّث أخانا حديثَ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ، قال: نعم، غزَونا غزاةً وعلى الناسِ معاويةُ، فغنِمنا غنائمَ كثيرةً، فكان فيما غنِمنا آنيةٌ مِن فضَّةٍ، فأمرَ معاويةُ رجلاً أنْ يبيعَها في أُعطِياتِ الناسِ، فتسارَعَ الناسُ في ذلك، فبلغ عُبادةَ بنَ الصَّامتِ، فقام فقال: «إنِّي سمِعتُ رسولَ الله صلعم ينهى عن بيع الذَّهبِ بالذَّهب، والفضَّةِ بالفضَّة، والبُرِّ بالبُرِّ، والشَّعيرِ بالشَّعير، والتَّمرِ بالتَّمر، والملحِ بالملح إلا سواءً بسواءٍ، عيناً بعَينٍ، فمَن زاد أو ازدادَ فقد أربى».
          فرَدَّ الناسُ ما أخَذوا، فبلَغ ذلك معاويةَ، فقام خطيباً، فقال: ألا ما بالُ رجالٍ يتحدَّثونَ عن رسولِ الله صلعم أحاديثَ قد كنَّا نشهَدُه ونصحَبُه فلم نسمَعْها / منه؟ فقام عُبادةُ فأعاد القِصَّةَ، وقال: لنُحدِّثَنَّ بما سمِعنا من رسولِ الله صلعم وإن كرِهَ معاويةُ، أو قال: وإن رَغِم، ما أبالي ألَّا أصحَبَه في جندِه ليلةً سوداءَ.
          قال حَمَّادٌ هذا أو نحوَه (2). /


[1] في هامش (ابن الصلاح): (قال شيخنا: المحفوظ أنه (آدَه) كما ضبطه صاحب «تقييد المهمل» على وزن آيَة بالمد والتخفيف، ووقع في أصله وأصل سعدِ الخيرِ: أدَّه بالقصر والتشديد وكان ذلك من الحميدي رحمه الله).
[2] في هامش (أبي شجاع): (آخر الجزء الثالث عشر من خط الحميدي).