الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: عرفها حولاً

          649- الثالث: عن سُوَيد بنِ غفَلَةَ قال: خرجتُ أنا وزيدُ بن صُوحانَ وسلمانُ بن ربيعةَ غازِيَينِ(1)، فوجَدتُ سَوطاً فأخذتُهُ، فقالا لي: دَعهُ، فقلت: لا؛ ولكنِّي أُعَرِّفُه، فإن جاء صاحبُه وإلِّا استمتعتُ به، فلمَّا رجعنا مِن غَزاتِنا قُضِيَ لي أنِّي حَجَجتُ فأتيتُ المدينةَ، فلقيتُ أُبَيَّ ابنَ كعبٍ، فأخبرتُهُ بشأنِ السَّوطِ وبقولِهما، فقال: «إنِّي وجدتُ صُرَّةً فيها مئةُ دينارٍ على عهد رسولِ الله صلعم، فأتيتُ بها رسولَ الله صلعم فقال: عَرِّفها حولاً.
          قال: فعرَّفتُها فلم أَجِد مَن يعرِفُها، ثمَّ أتيتُه فقال: عَرِّفها حَولاً.
          قال(2) : فلم أجِد مَن يعرِفُها، ثمَّ أتيتُه فقال: عَرِّفها حولاً. فلم أجِد مَن يعرفُها، فقال: احفَظ عَدَدَها ووِعاءَها ووِكاءَها(3)، فإن جاء صاحبُها، وإلا فاستمتِعْ بها. فاستمتعتُ بها».
          فلقيتُه بعد ذلك بمكةَ، فقال: لا أدري بثلاثةِ أحوالٍ أو حَولٍ واحدٍ. [خ¦2426]
          وفي رواية بَهزٍ قال شعبةُ: فسمعتُه _يعني سلَمةَ بنَ كُهَيلٍ_ بعد عشْرِ سنينَ / يقول: عَرِّفها عاماً واحداً.
          وعند مسلمٍ من حديث الأعمشِ وسفيانَ وزيدِ بنِ أبي أُنَيسةَ وحَمَّادِ بنِ سلَمةَ عن سلَمةَ بن كُهَيلٍ عن سُوَيد: ثلاثةَ أحوالٍ، إلَّا حَمَّادَ بنَ سلَمةَ فإنَّه قال في حديثه: عامين أو ثلاثاً، وفي حديث ابنِ أبي أُنَيسةَ وحَمَّادٍ: «فإن جاء أحدٌ يُخبِركَ بعددِها ووِعائِها ووِكائها فأعطِها إيَّاه».
          وفي رواية وكيعٍ: «وإلِّا فهو كسَبيلِ مَالِكَ».
          وفي رواية ابن نُمَيرٍ: «وإلَّا فاستمتِعْ بها».


[1] استشكل في (ابن الصلاح) صيغة المثنى هنا مع أنهم ثلاثة، وجاءت في رواية مسلم بصيغة الجمع (غازِين)، وهي في رواية البخاري: (كنت مع سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان في غزاة).
[2] سقطت (قال) من (أبي شجاع).
[3] الوِكاء: ما يُشَدُّ به رأس القِربة أو الصُّرة.