الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: يا معاذ بن جبل

          641- الحديث الأوَّل: عن أنسِ بنِ مالكٍ عن معاذِ بنِ جبلٍ قال: «كنتُ رِدْفَ النبيِّ صلعم ليس بيني وبينَه إلَّا مُؤْخِرَةُ الرحْلِ، فقال: يا معاذَُ بنَ جبلٍ. قلتُ: لبَّيكَ يا رسولَ الله وسعدَيكَ، ثمَّ سار ساعةً، ثمَّ قال: يا معاذَُ بنَ جبل؛ قلت: لبَّيك يا رسولَ الله وسعدَيكَ، ثمَّ قال: هل تدري ما حقُّ الله على العبادِ؟ قال: قلت: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: فإنَّ حقَّ الله على العبادِ أن يعبُدوه ولا يشرِكوا به شيئاً. ثمَّ سار ساعةً، ثمَّ قال: يا معاذَُ بنَ جبلٍ. قلت: لبَّيكَ يا رسولَ الله وسعدَيكَ، قال: هل تدري ما حقُّ العبادِ على الله إذا فعَلوا ذلكَ؟ قلت: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: حقُّ العبادِ على الله ألَّا يعذِّبَهم». [خ¦5967]
          وقد أخرجاه مِن حديث عمرِو بن ميمونٍ عن معاذٍ(1) قال: «كنتُ رِدْفَ النبيِّ صلعم على حمارٍ يقال له: عُفَيرٌ، فقال: يا معاذُ؛ هل تدري ما حقُّ الله على عبادِه، وما حقُّ العبادِ على الله؟ قلتُ: الله ورسولُه أعلمُ، قال: فإنَّ حقَّ الله على العبادِ أن يعبُدوه ولا يشرِكوا به شيئاً، وحقَّ العبادِ على الله ألَّا يعذِّبَ مَن لا يشرِكُ به شيئاً(2) فقلتُ: يا رسولَ الله؛ أفلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قال: لا تُبَشِّرْهم فيتَّكِلوا». / [خ¦2856]
          ومن حديث الأسودِ بنِ هلالٍ عن معاذٍ قال: قال رسولُ الله صلعم: «أتدري ما حقُّ الله على العبادِ؟...» نحوَ حديثِ أنسٍ عن معاذٍ. [خ¦7373]
          وفي حديث هشامٍ الدَّستَوائيِّ عن قتادةَ عن أنسٍ: «أنَّ نبيَّ الله صلعم _ومعاذُ بنُ جبلٍ رديفُه على الرَّحْل_ قال: يا معاذُ.
          قال: لبَّيك يا رسولَ الله وسعدَيكَ _ثلاثاً_ ثمَّ قال: ما مِن عبدٍ يشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه، إلَّا حرَّمه اللهُ على النَّار.
          قال: يا رسولَ الله؛ أفلا أخبرُ بها النَّاسَ فيستَبشِروا؟ قال: إذن يتَّكِلوا»، فأخبَرَ بها معاذٌ عند موته تَأَثُّماً. [خ¦128]
          جعلَه من مسند أنسٍ.


[1] زاد في (ابن الصلاح): (بمعناه وفيه) وأشار أنها نسخة: (سع).
[2] سقط قوله: (وحقَّ العبادِ..شيئاً) من (أبي شجاع).