الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كلّ يعمل لما خلق له

          553- الخامس: عن مطرِّفٍ عن عمرانَ قال: «قال رجلٌ: يا رسول الله، أَيُعْرَفُ أهلُ الجنَّةِ مِن أهلِ النَّارِ؟ قال: نعم.
          قال: فلِمَ يعمَلُ العامِلون؟ قال: كلٌّ يعمَلُ لما خُلِقَ له. أو لما يُسِّرَ له». [خ¦6596]
          وفي حديث مسلمٍ قال: «كلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له». / [خ¦7551]
          وفي روايةِ أبي الأسودِ الدُّؤَليِّ لمسلمٍ قال: قال لي عمرانُ بنُ الحُصَينِ: أَرأَيتَ ما يعمَلُ النَّاسُ اليومَ ويَكْدَحون فيه(1)، أشيءٌ قُضِيَ عليهم ومضَى عليهم مِن قَدَرٍ قد سَبَقَ، أو فيما يُسْتَقْبَلون به ممَّا أتاهُم به نبيُّهم وثَبَتَتِ الحُجَّةُ عليهم؟ فقلتُ: بل شيءٌ قُضِيَ عليهم ومضَى عليهم، قال: فقال: فلا يكون ظُلماً؟! قال: ففَزِعتُ من ذلك فزَعاً شديداً وقلت: كلُّ شيءٍ خَلْقُ الله ومُلْكُ يدِه، فلا يُسأَلُ عمَّا يفعَلُ وهم يُسأَلون! فقال لي: يرحمُكَ الله، إنِّي(2) لم أُرِد بما سألتُك إلَّا لِأَحْزُِرَ عقلَكَ، «وإنَّ رجلَينِ من مُزَينَةَ أَتَيا رسولَ الله صلعم فقالا: يا رسولَ الله؛ أرأيتَ مايعمَلُ النَّاسُ اليومَ ويكْدَحون فيه، أشيءٌ قُضِيَ عليهم ومضى فيهم من قَدَرٍ قد سبَقَ، أو فيما يُستَقبَلون به ممَّا أتاهُم به نبيُّهم وثَبَتَتِ الحجَّةُ عليهم؟ فقال: لا، بل شيءٌ قُضِيَ عليهم ومضَى فيهم، وتصديقُ ذلك في كتابِ الله: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس:7-8]».


[1] الكَدحُ: السعي والاجتهاد في العمل للدنيا أوالآخرة.(ابن الصلاح) نحوه.
[2] سقط قوله: (إني) من (أبي شجاع).