الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: آخى النبي بين سلمان وأبي الدرداء

          513- الحديث الأوَّل: عن عونِ بنِ أبي جُحَيفةَ عن أبيه قال: «آخى النَّبيُّ صلعم بينَ سلمانَ وأبي الدَّرداءِ، فزارَ سلمانُ أبا الدَّرداءِ، فرَأى أمَّ الدَّرداءِ مُتَبذِّلةً(1)، فقال لها: ما شأنُكِ؟ قالت: أخوك أبو الدَّرداءِ ليس لهُ حاجةٌ في الدُّنيا، فجاء أبو الدَّرداءِ، فصنَعَ لهُ طعاماً، فقال له: كُلْ فإنِّي صائمٌ، قال: ما أنا بآكلٍ حتَّى تأكُلَ، فأكَل، فلمَّا كان اللَّيلُ ذهَب أبو الدَّرداءِ يقومُ، فقال: نَمْ، فنامَ، ثمَّ ذهَب يقومُ، فقال: نَمْ، فلمَّا كان مِن آخرِ اللَّيلِ قال سلمانُ: قُمِ الآنَ، فصَلَّيَا، فقال له سلمانُ: إنَّ لربِّكَ عليكَ حقَّاً، وإنَّ لنفسِكَ عليك حقَّاً، ولأهلِكَ عليك حقَّاً، فأَعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ. فأتى النَّبيَّ صلعم فذكَرَ ذلك له، فقال النَّبيُّ صلعم: صدَق سلْمانُ». [خ¦1968]


[1] فلانٌ مُتَبَذِّلٌ وفي مَباذِله: أي: في ثياب بِذْلته التي يمتهنها ويكثر لباسها، بخلاف ثياب التجمل والزينة في بعض الأوقات دون بعض.