الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم

          494- الخامس عشر: عن حِطَّانَ بنِ عبدِ الله الرَّقاشي قال: صلَّيتُ مع أبي موسى الأشعريِّ صلاةً، فلمَّا كان عند القَعدَةِ قال رجلٌ منَ القومِ: أُقِرَّتِ الصَّلاةُ بالبِرِّ والزَّكاة، قال: فلمَّا قضى أبو موسى الصَّلاةَ وسلَّمَ انصرَفَ فقال: أيُّكُمُ القائلُ كلمةَ كذا وكذا؟ قال: فأَرَمَّ(1) القومُ، ثم قال: أيُّكُمُ القائلُ كذا وكذا؟ فأَرَمَّ القومُ، فقال: لعلَّكَ يا حِطَّانُ قلتَها؟! قال: قلت: ما قُلتُها، ولقد رهِبْتُ أن تَبْكَعَني بها(2)، فقال رجلٌ منَ القومِ: أنا قُلتُها، ولم أُرِدْ بها إلَّا الخيرَ، فقال أبو موسى: ما تعلمونَ كيفَ تقولونَ في صلاتِكم؟ «إنَّ رسولَ الله صلعم خَطَبَنا، فبيَّنَ لنا سُنَّتَنا وعلَّمَنا صلاتَنا، فقال: إذا صلَّيتُم فأقِيموا صفوفَكم، ثمَّ ليؤمَّكم أحدُكم، فإذا كبَّرَ فكبِّروا _وفي حديث سليمانَ التَّيميِّ: وإذا قرَأَ فأنصِتوا_ وإذا قال: {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة:7]فقولوا: آمين؛ يُجِبْكُمُ اللهُ، فإذا كبَّر وركَع فكبِّروا وارْكَعوا، فإنَّ الإمامَ يركَعُ قبلَكم ويرفَعُ قبلَكم.
          فقال رسولُ الله صلعم: فتِلكَ بتِلكَ، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لمَنْ حمِدَه، فقولوا: اللَّهمَّ ربَّنا لك الحمدُ، يسمَعُ اللهُ لكم، قال الله تبارك وتعالى على لسان نبيِّه صلعم: سمِعَ اللهُ / لمَنْ حمِدَه، وإذا كبَّر وسجَد فكبِّروا واسجُدوا، فإنَّ الإمامَ يسجُدُ قبلَكم ويرفَعُ قبلَكم.
          فقال رسولُ الله صلعم: فتِلْكَ بتِلْكَ، وإذا كان عندَ القَعْدةِ فليكُنْ مِن أوَّلِ قولِ أحدِكم: التَّحيَّاتُ الطَّـيِّباتُ الصَّلواتُ لله، السَّلامُ عليك أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ الله وبركاتُه، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصَّالحينَ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه».
          آخِرُ ما في «الصَّحيحَينِ» من مسندِ أبي موسى ☺. /


[1] فأرمَّ: أي: سكت.هامش (ابن الصلاح).
[2] بَكَعْتُ الرجلَ: أَبْكَعَه بَكعاً: إذا استقبلتَه بما يكره.(ابن الصلاح).