الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع

          487- الثَّامن: عن طلحةَ بنِ يحيى بنِ طلحةَ عن أبي بردةَ عنه قال: جاء أبو موسى إلى عمرَ فقال: السَّلامُ عليكم، هذا عبدُ الله بنُ قيسٍ، فلم يأذَنْ له، فقال: السَّلامُ عليكم، هذا أبو موسى، السَّلامُ عليكم، هذا الأشعريُّ، ثمَّ انصرَفَ.
          فقال: رُدُّوا(1) عليَّ، رُدُّوا عليَّ، فجاء، فقال: يا أبا موسى، ما رَدَّكَ؟! كُنَّا في شُغُلٍ، قال: سمعتُ رسولَ الله صلعم يقول: «الاستِئذانُ ثلاثٌ، فإن أُذِنَ لك وإلَّا فارجِعْ» قال: لَتَأتِيَنِّي على هذا بِبَيِّنَةٍ وإلَّا فعَلتُ وفعَلتُ!
          فذهبَ أبو موسى، فقال عمرُ: إن وجَدَ بيِّنةً تجِدوهُ عند المنبرِ عشِيَّةً، وإن لم يجِدْ بيِّنةً فلن تجِدوه، فلمَّا أنْ جاء بالعشيِّ وجَدَه، قال: يا أبا موسى؛ ما تقول، أقَد وجدتَ؟ قال: نعم، أُبَيَّ بنَ كعبٍ، قال: عَدْلٌ، قال: يا أبا الطُّفيلِ، ما يقولُ هذا؟ قال: سمعتُ رسولَ الله صلعم يقولُ ذلك يابنَ الخطَّابِ، فلا تكوننَّ عذاباً على أصحابِ رسولِ الله صلعم، قال: سبحانَ الله! إنَّما سمعتُ شيئاً فأحبَبتُ أن / أتثبَّتَ.
          وفي رواية عليِّ بنِ هاشمٍ: يا أبا المنذرِ.


[1] استشكلها في (ابن الصلاح) والتقدير: ردّوه عليّ.