الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله

          483- الرَّابع: عن عونِ بنِ عتبةَ وسعيدِ بنِ أبي بردةَ، أنَّهما شَهِدا أبا بُردةَ / يحدِّثُ عمرَ بنَ عبدِ العزيزِ عن أبيه، عن النَّبيِّ صلعم قال: «لا يموتُ رجلٌ مسلمٌ إلَّا أدخَلَ اللهُ مكانَه النَّارَ يهوديَّاً أو نصرانيَّاً».
          قال: فاستحْلفَه عمرُ بنُ عبدِ العزيز بالله الَّذي لا إلهَ إلَّا هو ثلاثَ مرَّاتٍ: أنَّ أباهُ حدَّثه عن رسول الله صلعم، قال: فحلَفَ له، فلم يحدِّثْني سعيدٌ أنَّه استحْلَفَه، ولم يُنْكِرْ على عَونٍ قولَه.
          وأخرجَه مسلمٌ أيضاً مِن رواية طلحةَ بنِ يحيى عن أبي بُردةَ بنِ أبي موسى عن أبي موسى، وفيه قال: قال رسول الله صلعم: «إذا كان يومُ القيامة دفَع اللهُ إلى كلِّ مسلمٍ يهوديَّاً أو نصرانيَّاً، فيقولُ: هذا فَـِكاكُكَ مِنَ النَّارِ».
          ورواه مسلمٌ أيضاً من حديث غَيلانَ بنِ جريرٍ عن أبي بردةَ عن أبي موسى قال: «يجِيءُ يومَ القيامة ناسٌ مِنَ المسلمينَ بذنوبٍ أمثالَ الجبالِ يغفِرُها اللهُ لهم، ويضَعُها على اليهودِ والنَّصارى»، فيما أحسَبُ، قال أبو رَوحٍ: لا أدري ممَّنِ الشَّكُّ؟ قال أبو بردةَ: فحدَّثتُ به عمرَ بنَ عبدِ العزيز، فقال: أبوك حدَّثك بهذا عن النَّبيِّ صلعم؟! قلتُ: نعم.