الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كنت عند النبي وهو نازل بالجعرانة

          458- الثَّالث والثَّلاثون: عن بُرَيدٍ عن أبي بُردةَ عن أبي موسى قال: «كنتُ عند النَّبيِّ صلعم وهو نازلٌ بالجِعْرَانةِ _بين مكَّةَ والمدينةِ_ ومعه بلالٌ، فأتى النَّبيَّ صلعم رجلٌ أعرابيٌّ فقال: ألَا تُنجِز لي يا محمَّدُ ما وعدتَني؟ فقال له رسولُ الله صلعم: أَبْشِر.
          فقال الأعرابيُّ: أكثرتَ عليَّ مِن أَبْشِرْ، فأقبَل رسولُ الله صلعم على أبي موسى وبلال(1) كهيئةِ الغضبانِ، فقال: إنَّ هذا قد رَدَّ البُشرى، / فاقْبَلا أنتما.
          فقالا: قَبِلْنا يا رسولَ الله، ثمَّ دعا رسولُ الله صلعم بِقَدَحٍ فيه ماءٌ، فغسَل يدَيهِ ووجهَهُ فيه، ومجَّ فيه(2) ثمَّ قال: اشرَبا منه وأفرِغا على وجوِهِكما ونحورِكما، فأخَذا القَدَحَ ففَعَلا ما أمَرَهُما به رسولُ الله صلعم، فنادَتْهما أمُّ سلمةَ مِن وراءِ السِّترِ: أَفْضِلا لأُمِّكما(3) في إنائكُما، فأَفْضَلا لها منهُ طائفةً(4)». [خ¦196]


[1] زاد في (ابن الصلاح): (وصهيبٍ)، وما أثبتناه من (أبي شجاع) موافق لنسخنا من روايتي البخاري ومسلم.
[2] مجَّ الشرابَ من فِيه: إذا صبَّه وطرحه.
[3] فأَفضِلا لأُمِّكما: أي: أبقيا بقيَّة.
[4] الطائفةُ من الشيء: بعضُه.