الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن مثل ما بعثني الله به

          456- الحادي والثَّلاثون: بهذا الإسنادِ عن أبي موسى قال: قال النَّبيُّ صلعم: «إنَّ مَثلَ ما بعثَنَي اللهُ به منَ الهُدى والعلمِ كمَثَل غَيثٍ أصاب أرضاً، / فكانتْ منها طائفةٌ طيِّبةٌ قبِلَتِ الماءَ، فأنبتَتِ الكلأَ والعُشبَ الكثيرَ، وكان منها أجادِبُ(1) أمسَكتِ الماءَ فنفَع اللهُ بها النَّاسَ، فشرِبوا منها وسَقَوا ورَعَوا، وأصابَ طائفةً منها أخرى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلَأً، فذلك مَثلُ مَن فَقُهَ في دينِ الله ╡ ونفعَه بما بعثَني اللهُ به، فعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثلُ مَن لم يرفَعْ بذلك رأساً ولم يَقبَلْ هدى الله الَّذي أُرسِلتُ بهِ». [خ¦79]


[1] ومنها أجَادِب: كذا في ما رأيناه من الروايات، وحكاه أبو عُبيدٍ الهرويُّ: أجارِدُ بالراء والدال بعدها، وقال: مواضع مُتجرِّدة من النبات، ويقال: مكانٌ أجرد وأرض جرداءُ وجَرَدَت الأرضُ جَرْداً إذا لم تُنبت، وسَنَةٌ جرداءُ قَحِطَة.والحديثُ يدل على أنَّ المرادَ الأرضُ الصُّلبة التي تُمسكُ الماءَ.(ابن الصلاح) نحوه.