الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده

          391- الثَّالث: عن شقيقٍ عن حذيفةَ قال: كنَّا عند عمرَ، فقال: أيُّكم يحفظُ / حديثَ رسولِ الله صلعم في الفتنةِ كما قال؟ فقلت: أنا أحفَظُ كما قال، قال: هاتِ، إنَّك لَجريءٌ! وكيف قال؟ قلتُ: سمعتُ رسولَ الله صلعم يقول: «فتنةُ الرَّجلِ في أهله ومالِه ونفسِه وولدِه وجارِه يكفِّرُها الصيامُ والصلاةُ والصدقةُ والأمرُ بالمعروف والنَّهيُ عن المنكرِ»، فقال عمر: ليس هذا أُريدُ، وإنَّما أُريدُ الَّتي تموجُ كموج البحرِ، فقلتُ: ما لك ولها يا أمير المؤمنين؟!إنَّ بينَك وبينَها باباً مُغلَقاً، قال: فيُكسَرُ البابُ أو يُفتَحُ؟ قال: قلتُ: لا، بل يُكسَرُ، قال: ذلك أَحْرى(1) ألَّا يُغلَقَ أبداً، قال: فقلنا لحذيفةَ: هل كان عمرُ يعلَمُ مَن البابُ؟ قال: نعم؛ كما يَعلمُ أنَّ دونَ غدٍ ليلةً، إنِّي حدَّثتُه حديثاً ليس بالأغاليطِ(2)، قال: فهِبْنا أن نسألَ حذيفةَ مَن البابُ؟ فقلنا لمسروقٍ: سَلْهُ، فسألَه، فقال: عمرُ. [خ¦525]


[1] أَحرَى وأجدرُ وأولى وأَحقُّ بمعنىً واحد.
[2] ليس بالأغَاليط: من الغلط، أي: ليس مما يُغلَط فيه أو يُشكل.