الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: يا عبادي؛ إني حرمت الظلم على نفسي

          377- الثَّامن: عن أبي إدريسَ الخَولانيِّ عن أبي ذرٍّ عن النَّبيِّ صلعم فيما روى عن الله ╡ أنَّه قال: «يا عبادي؛ إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّماً، فلا تظالمَوا، يا عبادي؛ كلُّكم ضالٌّ إلَّا مَن هديتُه، فاستَهدوني أهدِكُم، يا عبادي؛ كلُّكم جائعٌ إلَّا مَن أطعمتُه، فاستطعِموني أُطعِمْكم، يا عبادي؛ كلُّكم عارٍ إلَّا من كسوتُه، فاستَكْسوني أَكسُكُم، يا عبادي؛ إنَّكم تُخطِئون باللَّيل والنهار، وأنا أغفِر الذُّنوبَ جميعاً، فاستغفِروني أغفِرْ لكم، يا عبادي؛ إنَّكم لن تبلُغوا ضَرِّي فتضرُّوني، ولن تبلُغوا نفْعي فتنفَعوني، يا عبادي؛ لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم ما زادَ ذلك في مُلكي شيئاً، يا عبادي؛ لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ(1) ما نَقَصَ ذلك من مُلكي شيئاً، يا عبادي؛ لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم و إنسَكم وجِنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ، وسألوني فأعطَيتُ كلَّ إنسانٍ مسألتَه ما نقَص ذلك ممَّا عندي إلَّا كما يَنقُصُ المِخيَط(2) إذا أُدخِل البحرَ، يا عبادي؛ إنَّما هي أعمالُكم أُحصِيها لكم ثمَّ أُوفِّيكم إيَّاها، فمَن وجَد خيراً فليحمَدِ اللهَ، ومَن وجَد غيرَ ذلك فلا يلومَنَّ إلَّا نفسَه». /
          وهو في أفراد مسلمٍ أيضاً من رواية أبي أسماءَ عمرِو بنِ مَرثَدٍ عن أبي ذرٍّ نحوُه، وحديث أبي إدريسَ أتمُّ.


[1] زاد في (أبي شجاع): (منكم)، وما أثبتناه من (ابن الصلاح) موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[2] المِخْيَط: الإبرةُ ويقال لها أيضاً: الخِياطُ كالإزار والمِئزرِ بمعنًى، والحِلابُ والمِحلَبُ كذلك، وبذلك فسروا في القُرآن {سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف:40] أي: ثُقبِ الإبرة، ويقال للثُّقب: سَمٌ وسُمٌ، وقد يكون الخياطُ في موضع آخر بمعنى الخَيط، وبذلك فسروا ما رُوي في بعض الأثر «أدُّوا الخِياط والمِخْيَط» أنَّ الخياطَ هاهنا الخيطُ.(ابن الصلاح) نحوه.