الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم

          343- الرَّابع والثَّلاثون: عن يُسَيرِ بنِ جابرٍ _وقيل: أُسَيرٌ_ قال: هاجَت ريحٌ حمراءُ بالكوفةِ، فجاء رجلٌ ليس له هِجِّيرى إلَّا(1) : يا عبدَ الله بنَ مسعود؛ جاءتِ السَّاعةُ!
          قال: فقعَد وكان متَّكئاً، فقال: «إنَّ السَّاعةَ لا تقومُ حتَّى لا يُقسَمَ ميراثٌ، ولا يُفرَحَ بغنيمةٍ. ثمَّ قال بيدِه هكذا ونحا نحْوَ الشَّامِ فقال: عدوٌّ يَجمعون لأهلِ الإسلام ويَجمْعُ لهم أهلُ الإسلام، قلتُ: الرومَ تعني؟ قال: نعم؛ ويكون عند ذاكُم القتالِ رَدَّةٌ شديدةٌ، فيشترِطُ المسلمون شُرْطةً للموت لا ترجِعُ إلَّا غالبةً(2)، فيقتَتِلون حتَّى يحجُزَ بينهمُ اللَّيلُ، فيَفيءُ(3) هؤلاءِ وهؤلاءِ كلٌّ غيرُ غالبٍ وتفنى الشُّرطةُ، ثمَّ يشترِطُ المسلمون شُرْطةً للموت لا ترجِعُ إلَّا غالبةً، / فيقتَتِلون حتَّى يحجُز بينهم [اللَّيلُ] (4) فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ كلٌّ غيرُ غالبٍ، وتفْنى الشُّرْطةُ، ثمَّ يشترِطُ المسلمون شُرْطةً للموت لا ترجِعُ إلَّا غالبةً، فيَقتتِلون حتَّى يُمْسوا، فيَفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ كلٌّ غيرُ غالبٍ، وتفْنى الشُّرْطةُ.
          فإذا كان اليومُ الرَّابعُ نَهَد إليهم بقيَّةُ أهلِ الإسلام، فيجعَل اللهُ الدَّبْرةَ عليهم، فيَقتُلون مقتلةً _إمَّا قال: لا يُرَى مثلُها، وإمَّا قال: لم يُرَ مثلُها_ حتَّى إنَّ الطائرَ ليَمرُّ بجَنَباتهم فما يخلِّفُهم حتَّى يخِرَّ مَيْتاً، فيتَعادُّ بنو الأمِّ كانوا مئةً فلا يجِدونَه بقِيَِ منهم إلَّا الرَّجلُ الواحدُ، فبأيِّ غنيمةٍ يُفرَحُ، أو أيُّ ميراثٍ يُقاسَم؟ [فبينما هم] كذلك إذ سمِعوا ببأسٍ هو أكبرُ من ذلك، فجاءهم الصَّريخُ: إنَّ الدجَّالَ قد خَلَفَهم في ذراريِّهم، فيَرفُضون ما في أيديهم ويُقبِلون، فيَبعَثون عشَرةَ فوارِسَ طليعةً.
          قال رسول الله صلعم: إنِّي لأعرِفُ أسماءَهم وأسماءَ آبائهم، وألوانَ خيولِهِم، هم خيرُ فوارسَ على ظهر الأرضِ يومَئذٍ، أو مِن خيرِ فوارسَ على ظهر الأرضِ يومَئذٍ».


[1] ما لَه هِجِّيرى إلا كذا: أي: ما له شأنٌ ولا شغلٌ ولا دأْبٌ إلا كذا.(ابن الصلاح) نحوه.
[2] يشترطون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة: الشُّرطة القوم يتقدّمون إلى القتال ويتعاقدون على الاجتهاد ويشترطون الثبات.
[3] تفيء: ترجع.
[4] سقط ما بين معقوفتين من الأصلين في هذا الموضع والآتي، وأثبتناه من نسختنا من رواية مسلم لضرورة السياق.