الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا

          3221- الحادي والسَّبعونَ: عن هشام بنِ عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «لما اشتكى النَّبيُّ ذكر بعضُ نسائِه كنيسةً رأتها(1) بأرضِ الحبشةِ يقال لها ماريةُ، وكانت أمُّ سلمةَ وأمُّ حبيبةَ أتتا(2) أرضَ الحبشةِ، وذكرتا من حُسنِها وتَصاويرَ فيها، فرفع رأسَه فقال : أولئك إذا مات فيهم الرجلُ الصالحُ بَنَوا على قبره مسجداً، ثم صَوَّروا فيه تلك الصّورَ، أولئك شرارُ الخلقِ عند الله!». [خ¦434]
          وأخرجا من حديثِ هلال بنِ أبي حميد الوزَّان عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: قال رسول الله في مرضه الَّذي لم يقم منه: «لعن الله اليهود والنَّصارى! اتَّخذوا قبور أنبيائهم مساجدَ. قالت: لولا ذلك أُبرِزَ(3) قبرُه، غير أنَّه خشي أن يُتَّخذَ مسجداً».
          وفي رواية عُبيدِ الله بنِ موسى عن شَيبانَ قالت: «ولولا ذلك لأُبرزَ قبرُه غيرَ أنِّي أخشى(4) أن يُتَّخذ مسجداً». وقال أبو بكرِ بن أبي شيبةَ في روايته: «ولولا ذلك» لم يذكر: قالت. [خ¦1330]
          وفي رواية موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة: «لولا ذلك أبرز قبره، غير أنَّه / خَشِيَ أو خُشِيَ أن يُتَّخَذَ مسجداً». ولم يذكر: قالت. [خ¦1390]
          وأخرجا من حديث عُبيدِ الله بن عبد الله بنِ عتبةَ أنَّ عائشةَ وابنَ عباسٍ قالا: «لمَّا نَـُزَِل برسول الله طفِق يطرَح خَميصةً(5) له على وجهه، فإذا اغتمَّ كشفَها عن وجهه، فقال وهو كذلك: لعنةُ الله على اليهودِ والنَّصارى! اتَّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ. يُحذِّر مثلَ ما صنعوا». [خ¦435]


[1] في هامش (ابن الصلاح): (سع: رأينها).
[2] في (ت): (أتيا)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.
[3] استشكله في (ابن الصلاح)، وهذا قالته عائشة قبل أن يوسع المسجد النبوي، ولهذا لما وسع المسجد جعلت حجرتها مثلثة الشكل محددة حتى لا يتأتى لأحد أن يصلى إلى جهة القبر مع استقبال القبلة.«فتح الباري» 4390.
[4] زاد في (ت): (أنه خشي...)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.
[5] الخَميصَة: كساء من خَزٍّ أو صوف له عَلَم.