الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني

          3190- الأربعون: عن ابن شهاب عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ النَّبيَّ صلَّى في خمَيصةٍ(1) لها أعلامٌ، فنظر إلى أعلامها نظرةً، فلما انصرف قال: اذهبوا بخَميصَتي هذه إلى أبي جَهمٍ وائتُوني بأنْبِجانيَّة(2) أبي جَهْمٍ، فإنَّها ألهتني آنفاً عن صلاتي». [خ¦373] [خ¦752]
          وأخرجاه من حديث هشام بن عروةَ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ النَّبيَّ كانت له خمَيصةٌ لها علَمٌ، فكان يتشاغل بها في الصَّلاة، فأعطاها أبا جَهْمٍ وأخذ كساءً له أنْبِجانيَّاً».
          وجعله أبو مَسعودٍ من أفراد مسلم، وقد أخرجه البخاريُّ تعليقاً في أوائل كتاب الصَّلاةِ في باب: إذا صلَّى في ثوبٍ له أعلامٌ ونظر إلى علَمه، في عقِب حديثِ الزُّهري عن عُروَةَ عن عائشَةَ قال: وقال هشام بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: قال النَّبيُّ: «كنتُ أنظُر إلى علَمها وأنا في الصَّلاة فأخافُ أن يَفتنَني(3)»(4). / [خ¦373]


[1] خميصة: كساء أسود مُعَلَّم، فإن لم يكن مُعَلَّماً فليس بخميصة، وقد يكون من صوفٍ ومن خزٍّ، وجمعُها خمائص.(ابن الصلاح).
[2] الأنْبِجانيِّة: كِساء له خَمْل، وقال الطَّحَاوي: الأنبجانية: الغليظُ من الصوف.(ابن الصلاح نحوه).
[3] استشكلها في (ابن الصلاح)، لأنها توهم إلهاء النبي عن صلاته، ولم يقع له شيء من الخوف من الإلهاء؛ لأنه قال: «فأخاف» وهذا مستقبلٌ، ويدلُّ عليه أيضاً روايةُ: «فكاد يفتنني».انظر «عمدة القاري» 6260.
[4] وفي (ت): (أن يفتني)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.