الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن النبي كان يصلي من الليل وأنا

          3183- الثَّالث والثَّلاثون: عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ النَّبيَّ كان يصلِّي من اللَّيل وأنا معترضةٌ بينه وبين القبلةِ كاعتراض الجنازة». [خ¦383]
          وأخرجاه من حديث هشامِ بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «كان النَّبيُّ يصلِّي صلاتَه من اللَّيل كلَّها وأنا معترضةٌ بينه وبين القِبلَة، فإذا أراد أن يوترَ أيقظني فأوترتُ». [خ¦512]
          وأخرج البخاريُّ من حديث عِراكِ بنِ مالك عن عُروَةَ: «أنَّ النَّبيَّ كان يصلِّي وعائشةُ معترضةٌ بينه وبين القبلةِ على الفراش الَّذي ينامان عليه». كذا / وقع مرسلاً، لم يقل: عن عائشَةَ. [خ¦384]
          وأخرجه مسلمٌ من حديثِ أبي عثمانَ ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن عن القاسم بنِ محمَّد عن عائشَةَ: «أنَّ رسول الله كان يصلِّي صلاتَه باللَّيل وهي معتَرِضةٌ بين يديه، فإذا بقي الوترُ أيقظها فأوتَرتْ».
          ومن حديث تميمِ بن سَلمةَ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «كان رسول الله يصلِّي من اللَّيل، فإذا أوتر قال: قومِي فأَوترِي يا عائشةُ».
          ومن حديث أبي بكرِ بن عبد الله بن حَفصِ بن عمرَ بنِ سعدٍ، عن عُروَةَ قال: قالت عائشةُ: ما يقطع الصَّلاةَ؟ قال فقلنا: المرأةُ والحمار، فقالت: إنَّ المرأةَ لدابَّةُ سَوءٍ؟! «لقد رأيتُنِي بين يدي رسول الله معترضةً، كاعتراض الجنازة وهو يصلِّي».
          وأخرجاه من حديث الأسودِ بن يزيدَ بنِ قيس النَّخعيِّ: أنَّ عائشةَ ذُكر عندها ما يقطعُ الصَّلاةَ، فذُكر الكلبُ والحمار والمرأة، فقالت: لقد شبَّهتُمونا بالحُمُر والكلابِ! «والله لقد رأيتُ النَّبيَّ يصلِّي، وإنِّي على السرير بينه وبين القبلةِ مضطجعةًٌ، فتبدو لي الحاجةُ فأكره أن أجلس فأوذيَ النَّبيَّ، فأنسلُّ من قِبل رجليه». [خ¦514]
          وفي حديث منصورٍ عن إبراهيمَ عن الأسود عنها قالت: «عَدلتُمونا بالكلاب / والحَمير، لقد رأيتُني مضطجعةً على السَّرير، فيجيءُ رسول الله فيتوسَّط السَّريرَ فيصلِّي، فأكره أن أَسْنَحه(1)، فأنسلُّ(2) من قِبل رِجلَي السريرِ حتى أنسلَّ من لِحَافي».
          وأخرجاه من حديث مسروقِ بن الأجدعِ عن عائشَةَ بنحوِ حديث الأسودِ. [خ¦511]
          وفي حديث جَريرٍ عن الأعمش قالت: «كان رسول الله يصلِّي وَسَط السَّرير، وأنا مضطجعةٌ بينه وبين القبلة، تكون لي الحاجةُ فأكره أن أقومَ فأستقبلَه، فأنسلُّ انسلالاً». [خ¦6276]
          وأخرجاه من حديث سالمٍ أبي النَّضر عن أبي سلمةَ عن عائشَةَ قالت: «كنتُ أنام بين يدي رسول الله ورِجلاي في قبلته، فإذا سجد غَمَزني فقبضت رجليَّ، وإذا قام بسطتهما»، قالت: والبيوتُ يومئذٍ ليس فيها مصابيحُ. [خ¦382]


[1] فأكره أن أَسْنَحه: أي؛ أن أمرَّ بين يديه من جانب إلى جانب، والسَّانح عند العرب ما مر بين يديك، من عن يمينك من طائر أو غيره، وكانت العرب تتيمن به، ثم يقال: سنح لي رأيٌ في كذا؛ أي: اعترض.(ابن الصلاح نحوه).
[2] فأنسلُّ انسلالاً: أي؛ أمُرُّ برفق، وكذلك تسلل إنما هو في تؤدة واستخفاء، ومنه قوله: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا} [النور:63] .(ابن الصلاح نحوه).