الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: رأيت النبي يسترني بردائه وأنا أنظر إلى

          3175- الخامسُ والعشرون: عن ابن شهابٍ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «رأيت النَّبيَّ يَسترُني بردائه وأنا أنظرُ إلى الحبشة يلعَبون في المسجد، حتى أكونَ أنا الَّذي(1) أَسأَمه، فاقدُروا قدرَ الجارية الحديثةِ السنِّ، الحَريصةِ على اللهو». [خ¦5190]
          وفي حديث عُقيل عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ أبا بكرٍ دخَل عليها، وعندها جاريتان في أيَّام منى تُدَفِّفان وتضربانِ، والنَّبي مُتغشٍّ بثوبه، فانتهرهما أبو بكرٍ، فكشَف النَّبي عن وجهه فقال: دَعْهما يا أبا بكرٍ، فإنَّها أيَّامُ عيد. وتلك الأيَّامُ أيَّامُ منى».
          وقالت عائشة: «رأيت النَّبيَّ يسترُني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمرُ، فقال النَّبيُّ: أَمْناً يا بني أَرْفِدَة». يعني من الأمن. [خ¦987]
          وفي حديث عمرِو بن الحارث عن ابن شهاب نحوُه، وفيه: تُغنيانِ وتَضربان. /
          وفيه: «وأنا جاريةٌ، فاقدُِرُوا قدْرَ الجارية العَرِبَة(2) الحديثةِ السنِّ».
          وفي حديث أبي الطَّاهر عن ابن وهبٍ: «والله لقد رأيتُ رسول الله يقوم على باب حُجرَتي، والحبشةُ يلعبون بحِرابهم في مسجد رسول الله يسترُني بردائه، لكي أنظرَ إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي حتى أكونَ أنا الَّتي أنصرفُ».
          وأخرجاه من حديث أبي الأسودِ محمَّدِ بن عبد الرحمن الأسْديِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: «دخل عليَّ رسول الله وعندي جاريَتان تُغنِّيان بغناء بُعاثٍ، فاضطَجَع على الفراش وحوَّل وجهَه، ودخَل أبو بكرٍ فانتهرَني، وقال: مزمارةُ الشَّيطان عند النَّبي! فأقبل عليه رسول الله فقال: دعْهُما. فلما غَفَل غمزتُهما فخرَجتا، وكان يومَ عيد يلعبُ السودان بالدَّرَق والحِراب، فإمَّا سألت رسول الله وإمَّا قال: تَشتَهين تنظُرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءَه خدِّي على خدِّه ويقول: دونَكم يا بني أَرْفِدة. حتى إذا ملِلْت قال: حسبُك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي». [خ¦949]
          وأخرجا بعضَه من حديث هشام بن عروَةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: دخَل عليَّ أبو بكرٍ وعندي جاريتانِ من جواري الأنصار تُغنِّيانِ بما تقاوَلَتْ به الأنصارُ / يومَ بُعاثَ، قالت: وليستا بمغنِّيتين، فقال أبو بكرٍ: أبِمَزمور الشَّيطان في بيت رسول الله؟! وذلك يوم عيد، فقال رسول الله: «يا أبا بكرٍ؛ إنَّ لكل قومٍ عيداً، وهذا عيدُنا». [خ¦952]
          وفي حديث شعبةَ عن هشام: أنَّ أبا بكرٍ دخل عليها والنَّبيُّ عندها يومَ فطر أو أضحى، وعندها قَينتانِ تُغنِّيان بما تَقاذفتْ به الأنصارُ يومَ بُعاثَ، فقال أبو بكرٍ: مزمارُ الشَّيطان! مرَّتين، فقال النَّبيُّ: «يا أبا بكرٍ؛ إنَّ لكل قوم عيداً، وإنَّ عيدَنا هذا اليومُ». [خ¦3931]
          وأخرج مسلمٌ ذِكرَ الحبشة من حديث هشامِ بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «جاء حبشٌ يَزفِنون في يومِ عيد في المسجد، فدعاني النَّبي، فوضعتُ رأسي على مَنكبه، فجعلتُ أنظر إلى لعبهم حتى كنتُ أنا الَّتي أنصرفُ(3) عنِ النظر إليهم».
          ومن حديث أبي عاصمٍ عُبيد بن عُمير الليثيِّ عن عائشَةَ: «أنَّها قالت لِلَّعَّابِينَ(4) : ودِدت أنِّي أَراهم، قالت: فقام رسول الله وقمتُ على الباب أنظرُ بين أذنيه وعاتقِه، وهم يلعبون في المسجد». قال عطاء: فُرسٌ أو حَبَش.
          قال: وقال ابن أبي عَتيق: حَبَش. /


[1] في (ت): (التي)، وما أثبتناه من باقي الأصول موافق لما في البخاري.واستشكله في (ابن الصلاح) وصحَّحه، وقال في الهامش: (الصَّواب: أنا التي).وقال العيني: كذا وقع في أصول البخاريِّ.ثم نَقل تصويبَ: «أنا التي» عن ابن التين.انظر «عمدة القاري» 20217.
[2] العَرِبَة: الطيِّبة النفس الحريصة على اللهو، وقيل في قوله تعالى: {عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة:37] : هن المتحببات إلى أزواجهن، ولايكون ذلك إلا عن طيب نفس، وحسن عِشرة (ابن الصلاح).
[3] في (ظ) وهامش (ت): (نسخة: انصرفت)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[4] في هامش (ابن الصلاح): (سع: للَعَّابِينَ) وهذه اللام لام أَجْل، أي قالت هذا القول لأجل النظر إلى اللعابين، ولم تخاطبهم، كقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [الأحقاف:11] .