الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا حرج عليك أن تطعميهم بالمعروف

          3172- الثَّاني والعشرون: عن الزُّهريِّ عن عُروَةَ عن عائشَةَ قالت: جاءت هندُ بنتُ عتبةَ بنِ ربيعةَ، فقالت: والله يا رسولَ الله؛ ما كان على ظهرِ الأرض أهلُ خِباءٍ أحبَّ إليَّ أن يذِلُّوا من أهل خِبائك، وما أصبحَ اليومَ على ظهر الأرض أهلُ خباءٍ أحبَّ إليَّ أن يَعِزُّوا من أهل خِبائِك. ثم قالت: إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ مِسِّيك(1)، / فهل عليَّ جناحٌ في أن أُطعِم من الذي له عيالَنا؟ قال لها: «لا حرَج عليكِ أن تُطعمِيهم بالمَعرُوف». [خ¦2460]
          وفي حديث عَبدانَ عن ابنِ المبارك عن يونسَ. [خ¦3825]
          وفي حديث مَعمرٍ وابن أخي الزُّهري عن الزُّهريِّ بعد قول هند في المحبة: أنَّ رسول الله قال: «وأيضاً والَّذي نفسِي بيده. ثم قالت: إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ مِسِّيك...» الحديث.
          وأخرجاه من حديث هشامِ بن عروةَ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: أن هنداً قالت للنَّبيِّ: «إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحيحٌ فأَحتاجُ أن آخذَ من ماله، قال: خُذي ما يكفيكِ وولدَك بالمَعرُوف».
          وفي حديث يحيى القَطَّان عن هشام «قالت: يا رسولَ الله؛ إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ شحِيح وليس يُعطيني ما يَكفيني وولدي إلَّا ما أخذتُ منه، وهو لا يعلَم، قال: خذي ما يكفيكِ وولدَكِ بالمعروف». [خ¦2211]


[1] رجل مِسِّيك: أي بخيل يُمسِك عن العطاء.(ابن الصلاح نحوه)، واستشكل فيها: (مِسِّيكٌ) بالتشديد، وقال في الهامش: (كذا في الأصلين؛ قال شيخنا: والصحيح: مَسِيكٌ، والله أعلم)، وقال عياض وهو في رواية كثير من أهل الإتقان بالفتح والتخفيف، وقيَّده بعضهم بالوجهين، وقال ابن الأثير: المشهور في كتب اللغة الفتح والتخفيف، والمشهور عند المحدثين الكسر والتشديد والله أعلم.«فتح الباري» 5108.