الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: طيبت رسول الله بيدي هاتين حين أحرم

          3157- السَّابعُ: عن عبد الرحمن بنِ القاسمِ عن أبيه عن عائشَةَ قالت: «طَيَّبتُ رسولَ الله بيديَّ هاتَينِ حين أحرَم، ولِحلِّه حين أحلَّ قبل أن يطوفَ، وبسطَتْ يدَيْهَا». [خ¦1754]
          وفي حديثِ مالكٍ عن عبد الرحمن عن أبيه عن عائشَةَ قالت(1) : «كنتُ أُطيِّبُ رسولَ الله لإحرامِه، ولِحلِّه قبل أن يطوفَ بالبيتِ». / [خ¦1539]
          وفي حديثِ يحيى بنِ سعيدٍ عن عبد الرحمن نحوُه، وفيه: «وطيَّبتُه قبلُ أن يُفيضَ بمنًى». [خ¦5922]
          وفي حديثِ منصورِ بنِ زَاذَانَ عن عبد الرحمن قالت: «كنتُ أُطيِّبُ النَّبيَّ قبل أن يُحرمَ، ويومَ النَّحرِ، قبل أن يطوفَ بالبيتِ بطِيبٍ فيه مسكٌ».
          وأخرجاه من حديثِ عمرَ بنِ عبد الله بنِ عروَةَ عن عُروَةَ والقاسمِ بنِ محمَّدٍ جميعاً عن عائشَةَ قالت: «طَيَّبتُ رسول الله بيدي بِذَرِيرَةٍ(2) في حَجة الوَداعِ، للحِلِّ والإحرامِ». [خ¦5930]
          وليس لعمرَ بنِ عبد الله بنِ عروَةَ عن عُروَةَ ولا عن القاسمِ في مُسنَد عائشةَ من «الصَّحيحين» غيرُ هذا الحديثِ.
          ولمسلمٍ من حديثِ عُبيدِ الله بنِ عمرَ عن القاسمِ عن عائشَةَ قالت: «طَيَّبتُ رسول الله لحلِّه ولحُرْمِه(3)».
          ومن حديثِ أفلحَ بنِ حُميدٍ عن القاسم، ومن حديثِ الزُّهريِّ عن عُروَةَ، كلاهما عن عائشَةَ قالت: «طَيَّيتُ رسولَ الله لحُرمِه حين أَحرمَ، ولحِلِّه قبل أن يطوفَ بالبيتِ». زاد أفلحُ عن القاسمِ: «بِيَدِي(4)». /
          وأخرجاه من حديثِ عثمانَ بنِ عروةَ عن عُروَةَ بنِ الزُّبيرِ عن عائشَةَ قالت: «كنتُ أُطيِّبُ النَّبيَّ عند إحرامِه بأطْيَبِ ما أجدُ». [خ¦5928]
          وفي حديثِ سفيانَ بنِ عُيَينةَ عن عثمانَ أنَّ أباه قال: «سألتُ عائشةَ: بأيِّ شيءٍ طَيَّبتِ رسولَ الله عندَ إحرامِه، قالت: بأطيبِ الطِّيبِ». وفي حديثِ هشامِ بنِ عروةَ عن أخيهِ عثمانَ قالت: «كُنتُ أُطيِّبُ رسول الله بأطيبِ ما أَقْدِرُ عليه قبل أن يُحرِمَ، ثم يُحرِمُ».
          وليس لعثمانَ بنِ عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ في «الصَّحيحين» غيرُ هذا.
          وأخرجاه من حديثِ الأسودِ بنِ يزيدَ بنِ قيسٍ عن عائشَةَ قالت: «كنتُ أُطيِّبُ النَّبيَّ بأطيبِ ما أجدُ، حتى أجدَُ وَبِيصَ(5) الطيبِ في رأسِه ولحيتِه». [خ¦5923]
          وفي حديثِ إبراهيمَ النَّخَعيِّ عن الأسودِ عنها قالت: «كأني أَنظُرُ إلى وَبِيصِ الطِّيبِ في مَفارقِ(6) رسول الله وهو مُحرِمٌ».
          وفي روايةِ الأعمشِ عن إبراهيمَ: «وهو يُهِلُّ». / [خ¦271]
          وفي حديثِ سعيدِ بنِ جُبيرٍ قال: كان ابنُ عمرَ يَدَّهنُ بالزَّيتِ، فذَكَرتُه لإبراهيمَ، فقال: ما تصنعُ(7) بقوله؟ حدَّثني الأسودُ عن عائشَةَ قالت: «كأني أنظُر إلى وَبِيصِ الطِّيبِ في مَفارِقِ رسولِ الله وهو مُحرمٌ!». [خ¦1537]
          وقال خلفُ بنُ هشامٍ في روايتِه عن حَمَّادِ بنِ زيدٍ: «وذلك طِيبُ إِحرامِه».
          وفي روايةِ أبي إسحاقَ السَّبِيعي عن ابنِ الأسودِ عن الأسودِ عن عائشَةَ قالت: «كان رسول الله إذا أراد أن يُحرِمَ تطيَّب بأطيبِ ما يجِدُ، ثم أرى وَبِيصَ الدُّهنِ في رأسِه ولحيتِه بعد ذلك».
          ولمسلمٍ في روايةِ أبي الضُّحى عن مُسروقٍ عن عائشَةَ قالت: «كأني أنظُرُ إلى وَبِيصِ الطِّيبِ في مَفارِقِ رسول الله وهو يُلبِّي».
          وأخرجاه من حديثِ محمَّدِ بنِ المُنتشِر قال: سألتُ عبد الله بنَ عمرَ عن الرجلِ يَتطيَّب(8) ثم يُصبحُ مُحرماً، فقال: ما أُحبُّ أن أُصبحَ مُحرِماً أَنْضَخُ(9) طيباً، لَأنْ أَطَّليَ بقَطِرانٍ أَحبُّ إليَّ من أن أفعلَ ذلك! فدخلتُ على عائشةَ فأخبرتُها أنَّ ابنَ عمرَ قال: ما أُحبُّ أن أُصبحَ مُحرِماً أَنْضَخُ طيباً، لَأنْ أَطَّليَ بقَطِرانٍ أَحبُّ إليَّ من أن أفعَلَ ذلك! فقالت عائشةُ: «أنا طيَّبتُ رسول الله عند إحرامِه ثم / طافَ في نسائِه ثم أصَبحَ مُحرِماً». قال في حديثِ شُعبةَ: «يَنْضَخُ طيباً». [خ¦267]
          ولمسلمٍ من حديثِ أبي الرِّجالِ محمَّدِ بنِ عبد الرحمن عن أمِّهِ عَمْرَةَ عن عائشَةَ إنَّها قالت:
          «طيَّبتُ رسولَ الله لحُرمِه(10) حين أحرَم، ولحِلِّه قبل أن يُفيضَ بالبيت بأطيبِ ما وجَدتُ».


[1] سقط (عن أبيه عن عائشة) من الأصول، وما أثبتناه موافق لنسختنا من صحيحي البخاري ومسلم.
[2] في (ظ): (بنويرة) وفي هامشها: (نسخة: بذريرة).
[3] الحرم: الإحرام.(هامش ابن الصلاح).
[4] في (ت): (بيده)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[5] الوَبِيصُ: البريقُ واللمَعَان، ويقال: وَبَصَ البرقُ؛ إذا لَمَعَ، ويقال أيضاً بالميم: ومَصَ البرقُ وأومصَ، والوميصُ لمعانُ البرق.(ابن الصلاح نحوه).
[6] المَفْرِق: في أعلى الجبهة حيث يتفرقُ شعر الرأس، وجمعُه مَفَارِق.
[7] كتب فوقها في (ابن الصلاح): (سع).
[8] في (ت): (يطيب)، وما أثبتناه موافق لما في مسلم.
[9] النَّضْخُ: كاللطخ الذي يبقى أثره، ويقال: نضخَ ثوبَه بالطيب أي: لطَّخَه، وغيثٌ نَضَّاخٌ أي: غزير، وعينٌ نضَّاخةٌ: كثيرةُ الماء.(ابن الصلاح نحوه).
[10] الحُرْمُ: الإحرام في قول عائشة: كنتُ أطيبُه لحُرْمِه، أي: لإحرامِه ولحله من إحرامه، يقال: حُرْمٌ وحُرُمٌ، بضم الراء وسكونها، والحاءُ مضمومة، كذا قيدناه عن سعيد بن علي في «المجمل».