الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله

          3145- من روايةِ أبي المَلِيحِ عن نُبيشةَ الهُذَليِّ قال: قال رسولُ الله صلعم: «أيَّامُ التَّشريقِ(1) أيَّامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله».
          وفيه عندَ أبي بكرٍ البَرقانيِّ زيادةٌ من حديثِ خالدٍ الحذَّاءِ عن أبي المَلِيحِ / عن نُبيشةَ الهُذَليِّ أنَّ رسولَ الله صلعم قال: [«إنَّا كنَّا ننهاكُم عن لحومِ الأضاحِي فوقَ ثلاثةٍ كي يسعَكم(2)، فقد جاءَ الله بالسَّعة، فكلُوا وادَّخرُوا وائتَجرُوا(3)، ألَا وإنَّ هذه الأيَّامَ أيَّامُ أكلٍ وشربٍ وذكرِ الله تعالى»].
          وهكذا أخرجه أبو داودَ عن مُسَدَّدٍ عن يزيدَ بنِ زُرَيعٍ عن خالدٍ الحذَّاءِ.
          وقدْ أخرجَ له أبو بكرٍ البَرقانيُّ في كتابِهِ «المخرَّجِ على الصَّحيحينِ» حديثاً آخرَ في العَتِيْرةِ(4) من حديثِ هُشَيمٍ عن خالدٍ الحذَّاءِ عن أبي المَلِيحِ عن نُبَيشةَ، ولم أرَه فيما عندَنا من كتابِ مسلم، ولا ذكرهُ أبو مسعودٍ في هذه التَّرجمةِ.
          وقد أخرجه أبو داودَ في «السُّنن» من حديثِ خالدٍ الحذَّاءِ عن أبي قِلابةَ عن أبي المَلِيحِ عن نُبَيشةَ.


[1] أيامُ التَّشريقِ: قد تقدَّم فيها شيءٌ، قيل: وإنَّما سُمِّيت بذلك لأنَّ لحومَ الأضاحي تُشَرَّقُ فيها للشَّمسِ، وقيل: سمِّيت بذلك لقولِهم بالمزدلفةِ: أشرِقْ ثَبير كيما نُغير.
[2] في (ظ): (تسعكم).
[3] كذا في كتاب الحميدي، وكذلك رواه أبو داود والبرقاني، وهو اللفظ الصحيح، ومعناه تصدّقوا طلباً للأجر، ورواه بعض المحدثين فقال: (واتّجروا) من التجارة، والتجارة لا تكون في لحوم الأضاحي، إلَّا أن يُراد بها تجارةُ الآخرة من قوله تعالى: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ}.
[4] قال الحميدي في «تفسير الغريب»: وفي بعضِ الرواياتِ زيادةٌ لنُبَيشةَ في العتيرةِ: وهي الذَّبيحةُ في رجبٍ، كانَ الرَّجلُ من العربِ يَنذُرُ إن كانَ كذا وكذا، وبلغَت شاتُه كذا وكذا، أن يتقربَ منها بكذا وكذا في رجبٍ فكانَت تلكَ الذَّبائحُ عندَهم تسمَّى العتائرَ.(ابن الصلاح نحوه).