الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كان رسول الله إذا سافر يتعوذ

          3139- الثَّاني: عن عاصمٍ الأحولِ عن عبدِ الله بنِ سَرْجِسَ قال: «كان / رسولُ الله صلعم إذا سافَر يتعوَّذُ من وَعْثاءِ السَّفرِ(1)، وكآبةِ(2) المنقلبِ(3)، والحَورِ بعدَ الكَونِ(4)، ودعوةِ المظلومِ، وسوءِ المنظرِ في الأهلِ والمالِ».
          ومن الرُّواةِ من قال عن عاصمٍ الأحولِ في أوَّلهِ: «اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من وَعْثَاءِ السَّفرِ»(5).


[1] وعثاءُ السَّفرِ: شدَّتُه ومشقَّتُه، وأصلُه من الوَعْثِ، وهو الرَّمْلُ الرقيقُ الذي تغوصُ الرِّجلُ فيه ويشتدُّ المشيُ عليه، ثم جُعلَ ذلك لما يشق ويُؤلم.(ابن الصلاح نحوه).
[2] الكآبةُ: تغيُّر النفس والانكسارُ من الحزنِ والهمِّ، يقال: رجلٌ كئيبٌ، أي: حزينٌ، ويقال: كَأْبَةٌ وكآبةٌ بتخفيف الهمزةِ وإسكانِ الألفِ مثلُ رأفةٍ ورآفةٍ.(ابن الصلاح نحوه).
[3] المنقلَبُ: المرجعُ.(ابن الصلاح).
[4] الحَورُ بعدَ الكونِ: الرُّجوعُ عن الاستقامةِ والحالةِ الجميلةِ بعد أن كان عليها، وفي بعضِ الرواياتِ «بعدَ الكورِ» بالراء، قيل: معناهُ أنَّه يعودُ إلى النُّقصانِ بعد الزِّيادةِ، وقيل: من الرُّجوعِ عن الجماعةِ المُحِقَّةِ بعد أن كان فيها، يقال: كان في الكورِ، أي: في الجماعةِ، شبَّه اجتماعَ الجماعةِ باجتماعِ العمامةِ إذا لُفَّت، و يقال: كارَ عِمامتَه إذا لَفَّها وحارَ عِمامتَه إذا نقضَها، حكاه أبو إسحاقَ الحربي، وقال غيره: يجوز أن يُرادَ بذلك الاستعارةُ من فسادِ الأمورِ وانتفاضِها بعد صلاحِها واستقامتِها كانتفاضِ العمامةِ بعد تأتِّيها وثباتِها على الرأسِ.(ابن الصلاح نحوه).
[5] وهي رواية أبي معاوية وعبد الواحد عن عاصم.