الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن

          3123- من(1) روايةِ زيادِ بنِ عِلاقةَ عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلعم يقول: «إنَّه ستكونُ هَناتٌ وهَناتٌ(2)، فمنْ أرادَ أن يفرِّقَ أمرَ هذه الأمةِ وهي جميعٌ فاضربُوه بالسَّيفِ كائناً من كان». ومن الرُّواةِ عن زيادِ بنِ عِلاقةَ من قال: «فاقتلُوهُ».
          وفي روايةِ يونسَ بنِ أبي يعقوبَ من أبيهِ عن عَرْفَجةَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلعم يقولُ: «منْ أتاكُم وأمركُم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ يريدُ أنْ يَشُقَّ عصاكُم أو يفرِّقَ جماعتَكُ(3) فاقتلُوهُ». /


[1] في (ظ) و(ابن الصلاح): (ففي).
[2] ستكونُ هَناتٌ وهَناتٌ: أي؛ أمورٌ سيئةٌ لا تُرضَى، كنايةٌ عن الفتنِ والاختلافِ، يقال: في فلانٍ هَناتٌ، أي: خصالُ سوءٍ، وكلُّ ما يُذَمُّ في دينٍ أو خلقٍ فهو هَنَةٌ.(ابن الصلاح نحوه).
[3] شقُّ العصا وتفريقُ الجماعةِ: كنايةٌ عن إثارةِ الفتنِ، ومن ذلك الشِّقاقُ، وهو الاختلافُ والعداواتُ التي تؤولُ بأهلِها إلى المخاوفِ والشَّتاتِ، وقيل: الأصلُ في العصا الائتلافُ والطمأنينةُ، وشقُّها كنايةٌ عن التَّفرُّقِ والاختلافِ، وقولُهم: اتَّقِ أن تكونَ قتيلَ العصا، أي: مقتولاً في الفتنةِ، وفي شقِّ عصا المسلمينَ، ويقال: ألقَى فلانٌ عصاهُ إذا استقرَّ بموضعٍ يرضاهُ واجتمعَ إليهِ أمرُه فيه واطمأنَّ به.(ابن الصلاح نحوه).