الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً

          3122- من روايةِ قيسِ بنِ أبي حازمٍ عن عَديِّ بنِ عَميرةَ قال: سمعتُ رسولَ الله صلعم يقول: «من استعمَلْناه منكم على عملٍ فكتَمَنا مخيطاً(1) فما فوقَه كان غلولاً(2) يأتي به يومَ القيامةِ. قال: فقام إليه رجلٌ أسودُ من الأنصارِ كأنِّي أنظرُ إليه، فقال: يا رسولَ الله، أقبلْ عنِّي عملَكَ. قال: وما لك؟ قال: سمعتُكَ تقولُ كذا وكذا. قال: وأنا أقولُه الآنَ: منِ استعمَلْناه منكم على عملٍ فلْيجِئْ / بقليلِه وكثيرِه، فما أوتيَ منه أخَذ وما نُهيَ عنه انتَهى».


[1] في هامش (ابن الصلاح): (يعني في المغنم).والخِياطُ: الخَيْطُ، والِمخْيَطُ: الإبرةُ، وقد يقعُ الخياطُ بمعنى الإبرةِ فمن الأولِ قوله: «أدُّوا الخِياطَ والمخيطَ»، أي: الخيطُ والإبرةُ، ومن الثاني قوله: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف:40] والخِياطُ والمخيطُ ها هنا كالإزارِ والمئزرِ بمعنى واحدٍ والحلابِ والمِحْلَبِ.
[2] الغُلُولُ في المغنَم: أن يخفي منه شيء فلا يردُّ إلى القسمةِ وهو في معنى الخيانةِ، يقال: غلَّ في المغنمِ يَغُلُّ غُلُولاً إذا أخَذ من الأموالِ المغنومةِ شيئاً على سبيلِ الاستغنامِ له والانفرادِ به دونَ عامَّةِ الجيشِ الذين غنمُوه وقاتلُوا عليه.