الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إني لقاعد مع النبي إذ جاء رجل

          3114- الثَّالثُ: عن علقمةَ بنِ وائلٍ عن أبيهِ قال: «إنِّي لقاعدٌ مع النَّبيِّ / صلعم إذ جاء رجلٌ يقودُ آخَرَ بنِسعةٍ(1)، فقال: يا رسولَ الله؛ هذا قتَل أخِي، فقال رسولُ الله صلعم: أقتلتَهُ؟ فقال: إنَّه لو لم يعتَرفْ أقمتُ عليه البيِّنةَ، قال: نعَم قتلتُه، قال: كيفَ قتلتَه؟ قال: كنتُ أنا وهو نختبِطُ(2) من شجرةٍ، فسبَّني فأغضبَني، فضرَبتُه بالفأسِ على قرنِه فقتَلتُه، فقال له النَّبيُّ صلعم: هل لكَ من شيءٍ تؤدِّيْه عن نفسِكَ؟ قال: مالي مالٌ إلَّا كسائِي وفأسِي، قال: فتَرى قومَك يشترونَكَ؟ قال: أنا أهونُ على قومِي من ذلك، فرَمى إليه بنِسْعتِه، وقال: دونكَ صاحبَكَ. فانطَلق به الرَّجلُ، فلمَّا ولَّى قال رسولُ الله صلعم: إنْ قتلَه فهو مثلُه. فرجَع، فقال: يا رسولَ الله؛ بلغنِي أنَّكَ قلتَ: إن قتلَه فهو مثلُه. وأخذتُه بأمرِكَ، فقال رسولُ الله صلعم: أما تريدُ أنْ يبوءَ(3) بإثمِكَ وإثمِ صاحبِكَ؟ قال: يا نبيَّ الله _لعلَّهُ قال_ : بلى، قال: فإنَّ ذاكَ كذاكَ. قال: فرمَى بنِسْعَتِه وخلَّى سبيلَه».


[1] النِّسْعُ والنِّسْعَةُ: سَيْرٌ مضفور، وجمعُها نسوعٌ وهي كالأعِنَّةِ.(ابن الصلاح نحوه).
[2] الخَبْطُ والاختباطُ: أن يضربَ الشجرَ بعصاً أو نحوِها فيتَحاتُّ ورقُها، أي: يسقطُ، واسمُ الورقِ المخبوطِ خَبَطٌ، وهو من علفِ الإبلِ، وتسمى العصا التي تُخبَطُ بها أوراقُ الشَّجَرِ مِخبَطاً.(ابن الصلاح نحوه).
[3] باءَ يبوءُ: رجَع، وباءَ بالإثمِ، أي: رجَع باستحقاقِ الإثمِ.