الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: تقوم الساعة والروم أكثر الناس

          3108- الثَّاني: من حديثِ موسى بنِ عُليِّ بنِ رباحٍ عن أبيهِ قال: قال المستورِدُ القرشيُّ عندَ عمرِو بنِ العاصِ: سمعتُ رسولَ الله صلعم يقول: «تقومُ السَّاعةُ والرُّومُ أكثرُ النَّاس. فقال له عمرٌو: أَبصِرْ ما تقولُ، قال: أقولُ ما سمعتُ من رسولِ الله صلعم، قال: لئِن قلتَ ذلك، إنَّ فيهم لخصالاً أربعةً: إنَّهم لأحلمُ النَّاسِ عندَ فتنةٍ، وأسرعُهم إفاقةً بعدَ مصيبةٍ، وأوشكُهم(1) كرَّةً(2) بعد فرَّةٍ، وخيرُهم لمسكينٍ ويتيمٍ وضعيفٍ، وخامسةً حسنةً جميلةً: وأمنعُهم من ظلمِ الملوكِ».
          وفي حديثِ عبدِ الكريمِ بنِ الحارثِ عن المُستورِدِ قال: سمعتُ(3) رسولَ الله صلعم يقولُ: «تقومُ السَّاعةُ والرومُ أكثرُ النَّاس. قال: فبلَغ ذلك عمرَو بنَ العاصِ فقال: ما هذه الأحاديثُ الَّتي تُذكَرُ عنك أنَّك تقولُها عن رسولِ الله صلعم؟ فقال له المُستورِدُ: قلتُ الذي سمعتُ من رسولِ الله صلعم، قال: فقال عمرٌو: لئن قلتَ ذاك، إنَّهم لأحلمُ النَّاسِ عندَ فتنةٍ، وأصبرُ النَّاسِ عندَ مصيبةٍ، وخيرُ النَّاسِ لمساكينِهم ولضُعفائِهم»(4).


[1] أَوْشَكُهم: أسرعُهم، والوشِيكُ: السَّريعُ.
[2] الكَرَّةُ: الرُّجوعُ إلى القتالِ بعد الفرارِ.
[3] زاد في الأصول: (مِن) واستشكلها في (ابن الصلاح)، والصواب حذفها.
[4] وفي (ظ): (وأضعفائهم)، وفي مسلم (وضعفائهم).