الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما

          3107- أحدُهما: من روايةِ قيسِ بنِ أبي حازمٍ عن المُسْتَورِدِ قال: قال رسولُ الله صلعم: «ما الدُّنيا في الآخرةِ إلَّا مثلُ ما يَجعلُ أحدُكم إصبعَه هذه _وأشارَ يحيى بالسبابةِ_ في اليمِّ(1)، فليَنظرْ بِمَ ترجعُ؟». /


[1] اليَمُّ: البحرُ، يقال: يُمَّ الرَّجلُ إذا وقَع في اليَمِّ فهو ميمومٌ، وقد خصَّ بعضُ المفسرين اليَمَّ بأنَّه الذي غرق فيه فرعون، والقرآنُ والسُّنةُ واللغةُ لا تدلُّ على التخصيصِ، أما القرآنُ فقوله في قصة موسى عليه السلام: {فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي} [طه:39] ، وأما السّنةُ فقولُه عليه السَّلامِ: «كما يجعلُ أحدُكم أصبعه في اليمِّ»، وأما اللغة فعن جماعةِ أهل اللغةِ أن اليمَّ البحر على الإطلاقِ، والتخصيصُ شذوذٌ مُحتاجٌ إلى دليلٍ.(ابن الصلاح نحوه).