-
مقدمة المصنف
-
مسانيد العشرة
-
مسانيد المقدمين
-
مسانيد المكثرين
-
مسانيد المقلين
-
مسند العباس بن عبد المطلب
-
مسند الفضل بن العباس
-
مسند عبد الله بن جعفر
-
مسند عبد الله بن الزبير
-
مسند أسامة بن زيد
-
مسند خالد بن الوليد
-
مسند عبد الرحمن بن أبي بكر
-
مسند عمر بن أبي سلمة
-
مسند عامر بن ربيعة
-
مسند المقداد بن الأسود
-
مسند بلال بن رباح
-
مسند أبي رافع
-
مسند سلمان الفارسي
-
مسند خباب بن الأرت
-
مسند عبد الله بن زمعة
-
مسند جبير بن مطعم بن عدي
-
مسند المسور بن مخرمة
-
مسند حكيم بن حزام
-
مسند عبد الله بن بحينة
-
مسند أبي واقد الليثي
-
مسند المسيب بن حزن
-
مسند سفيان بن أبي زهير
-
مسند العلاء بن الحضرمي
-
مسند الصعب بن جثامة
-
مسند السائب بن يزيد
-
مسند عمرو بن أمية الضمري
-
مسند أبي شريح الخزاعي
-
مسند خفاف بن إيماء الغفاري
-
مسند أبي سفيان
-
مسند معاوية بن أبي سفيان
-
مسند المغيرة بن شعبة
-
مسند عمرو بن العاص
-
مسند عبد الله بن عمرو بن العاص
-
مسند عوف بن مالك الأشجعي
-
مسند واثلة بن الأسقع
-
مسند عقبة بن عامر
-
مسند أبي ثعلبة الخشني
-
مسند أبي أمامة الباهلي
-
مسند عبد الله بن بسر
-
مسند أبي مالك أو أبي عامر الأشعري
-
مسند أبي مالك الأشعري
-
مسند من شهد مع النبي غزوة ذات الرقاع
-
أفراد البخاري من الصحابة
-
أفراد مسلم من الصحابة
-
عبد المطلب بن ربيعة
-
هشام بن حكيم
-
صفوان بن أمية
-
الشريد بن سويد الثقفي
-
نافع بن عتبة
-
مطيع بن الأسود
-
أبو محذورة
-
أبو سريحة
-
سبرة بن معبد
-
عبد الله بن السائب المخزومي
-
عبد الله بن حذافة السهمي
-
معمر بن عبد الله
-
أبو الطفيل
-
عمير مولى آبي اللحم
-
عبد الله بن أنيس
- أبو اليسر
-
حمزة بن عمرو
-
عمرو بن عبسة
-
ذؤيب بن حلحلة
-
أبو مرثد
-
فضالة بن عبيد
-
النواس بن سمعان
-
أبو أمامة الحارثي
-
صهيب بن سنان
-
سفينة مولى رسول الله
-
ثوبان مولى رسول الله
-
سفيان بن عبد الله
-
تميم الداري
-
المستورد
-
عبد الرحمن بن عثمان
-
أبو بصرة الغفاري
-
ربيعة بن كعب
-
وائل بن حجر الكندي
-
عمرو بن حريث
-
عمارة بن رويبة
-
عدي بن عميرة
-
عرفجة بن شريح
-
طارق بن أشيم
-
قطبة بن مالك
-
سويد بن مقرن
-
عثمان بن أبي العاص الثقفي
-
هشام بن عامر
-
عتبة بن غزوان
-
عبد الله بن الشخير
-
حنظلة بن الربيع
-
الأغر المزني
-
معاوية بن الحكم السلمي
-
عبد الله بن سرجس
-
قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو
-
قبيصة بن مخارق
-
أبو رفاعة العدوي
-
عمرو بن أخطب الأنصاري
-
نبيشة الهذلي
-
عياض بن حمار
-
رجل من أصحاب النبي
-
ثلاثة أحاديث متفرقة
-
عبد المطلب بن ربيعة
-
مسند العباس بن عبد المطلب
-
مسانيد النساء
-
خاتمة الجمع بين الصحيحين
-
من كلام الحافظ ضياء الدين
3080- من روايةِ عبادةَ بنِ الوليدِ بنِ عبادةَ بنِ الصَّامتِ قال: خرجتُ أنا وأبي نطلبُ العلمَ في هذا الحيِّ من الأنصارِ قبلَ أن يَهلِكُوا، فكانَ أوَّلُ من لقينا أبا اليَسَرِ صاحبَ رسولِ الله صلعم ومعهُ غلامٌ له معه ضِمامةٌ من صُحفٍ(1)، وعلى أبي اليَسَرِ بُردةٌ(2) ومَعافِريٌّ(3)، وعلى غلامِه بُردةٌ ومَعافِريٌّ، فقال له أبي: يا عمِّ، إنِّي أرى في وجهك سَفْعةً من غضبٍ(4)، قال: أجَل، كان لي على فلانِ بنِ فلانٍ الحراميِّ مالٌ، قال: فأتيتُ أهلَه فسلَّمتُ فقلتُ: أثمَّ(5) هو؟ قالوا: لا، فخرَج عليَّ ابنٌ له جَفْرٌ(6)، فقلت: أين أبوك؟ قال: سمِع صوتَك فدخَل أريكةَ(7) أمِّي، فقلت: اخرُج إليَّ، فقَد علمت أين أنت، فخرَج فقلت: ما حملَك على أنِ اختبأتَ منِّي؟ / قال: أنا واللهِ أحدِّثُك ثم لا أكذبُك، خشيت والله أن أحدِّثَك فأكذبَك، وأنْ أعدَك فأخلفَك، وكنُت صاحبَ رسولِ الله صلعم، وكنتُ والله معسراً، قال: قلتُ: آلله؟ قال: الله، قال: قلتُ: آلله؟ قال: الله، قال: قلتُ: آلله؟ قال: الله، قال بصحيفتِه(8) فمحاها بيدِه، وقال: فإن وجَدتَ قضاءً فاقضِ وإلا فأنتَ في حلٍّ.
«فأشهدُ بصَرُ عينيَّ هاتينِ _ووضعَ أصبعهُ(9) على عينيهِ_ وسمْعُ أذنيَّ هاتينِ ووعاهُ قلبِي هذا _وأشارَ إلى نياطِ قلبهِ(10)_ رسولَ الله صلعم وهو يقولُ: من أنظَر معسراً أو وضَع عنه أظلَّه الله في ظلِّه».
قال: فقلتُ له أنا: يا عمِّ؛ لو أنَّكَ أخذتَ بردةَ غلامِكَ وأعطيتَه معافرِيَّكَ، وأخذتَ معافرتَيه وأعطيتَه بردتَك، فكانتْ عليكَ حلَّةٌ وعليهِ حلَّةٌ، فمسَح رأسِي وقال: اللهمَّ باركْ فيه، يا ابنَ أخِي؛ «بصَرُ عينيَّ هاتينِ وسمْعُ أذنيَّ هاتينِ ووعاهُ قلبِي هذا _وأشارَ إلى نياطِ قلبه_ رسولَ الله صلعم وهو يقولُ: أطعموهُم ممَّا تأكلونَ، وأَلبِسوهُم ممَّا تلبسون». وكان أن أعطيَه(11) من متاعِ الدُّنيا أهونَ عليَّ من أنْ يأخذَ من حسناتِي يومَ القيامةِ.
ثمَّ مضينا حتَّى أتينا جابرَ بنَ عبدِ الله في مسجدِه وهو يصلِّي في ثوبٍ واحدٍ مشتملاً، فتخطَّيتُ القومَ(12) حتَّى جلستُ بينه وبينَ القبلةِ، فقلتُ: يرحمك الله، / أتصلِّي في ثوبٍ واحدٍ ورداؤكَ(13) إلى جنبكَ؟ قال: فقال بيده في صدرِي هكذا وفرَّقَ بين أصابِعه وقوَّسها(14) : أردتُ أنْ يدخُل عليَّ الأحمقُ مثلُك فيرانِي(15) كيف أصنَع فيصَنع مثلَه.
«أتانا رسولُ الله صلعم في مسجدِنا هذا وفي يدِه عُرْجونُ(16) ابنِ طابٍ، فرأى في قبلةِ المسجدِ نخامةً فحكَّها بالعرجونِ، ثم أقبَل علينا فقال: أيُّكم يحبُّ أن يُعرِضَ الله عنه؟ قال: فخشعنا(17)، ثم قال: أيُّكم يحبُّ أن يعرضَ الله عنه؟ قال: فخشعنا، ثم قال: أيُّكم يحبُّ أن يعرضَ الله عنه؟ قلنا: لا أيُّنا يا رسولَ الله، قال: فإنَّ أحدَكم إذا قامَ يصلِّي فإنَّ الله تبارك وتعالى قِبَلَ وجهه، فلا يبزقَنَّ قِبَلَ وجهه، ولا عن يمينه، وليبصقْ عن يسارِه تحتَ رجله اليسرى، فإن عَجِلَتْ به بادرةٌ فليَقل بثوبه هكذا. ثم طوى بعضهُ على بعضٍ، فقال: أرونِي عَبيراً(18). فقام فتًى من الحيِّ يشتدُّ إلى أهلهِ، فجاء بخَلوقٍ في راحتِه فأخذه رسولُ الله صلعم فجعَله على رأسِ العرجونِ، ثم لطَخ به على أثرِ النُّخامةِ، فقال جابرٌ: فمن أجلِ ذلك جعلتُم الخلوقَ في مساجدِكم». /
«سِرنا مع رسولِ الله صلعم في غزوةِ بطنِ بُواطٍ(19) وهو يطلبُ المجديَّ بنَ عمرٍو الجهنيَّ، وكان النَّاضحُ يعقُبُه منَّا الخمسةُ والستةُ والسبعةُ، فدارَت عُقبَةُ رجلٍ من الأنصارِ على ناضحٍ له، فأناخَه فركبَه، ثم بعثَه فتلدَّنَ عليه بعضَ التَّلدُّنِ(20)، فقال له: شَأْ(21) لعنَك الله، فقال رسولُ الله: من هذا اللاعنُ بعيرَه؟ قال: أنا يا رسولَ الله؛ قال: انزِلْ عنه، فلا تصحَبْنا بملعونٍ، لا تدعُوا على أنفسِكم، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعُوا على أموالِكم، لا توافقُوا منَ الله ساعةً يُسأَلُ فيها عطاءً فيستجابُ لكم».
«سِرْنا مع رسولِ الله صلعم حتَّى إذا كنَّا عُشَيْشِية(22)، ودنَوْنا ماءً من مياهِ العربِ، قال رسولُ الله صلعم: من رجلٌ يتقدَّمُنا فيمدُر الحوضَ(23)، فيشرَبُ ويَسقِينا؟ قال جابرٌ: فقُمتُ فقلت: هذا رجلٌ يا رسولَ الله؛ فقال رسولُ الله صلعم: أيُّ رجلٍ مع جابرٍ؟ فقام جَبَّارُ بنُ صخرٍ، فانطَلقْنا إلى البئرِ، فنزَعْنا في الحوضِ سَجْلاً(24) أو سجلين، ثم مدرْناه، ثم نزَعْنا فيه(25) حتَّى أصفقْناه(26)، فكان أوَّلَ طالعٍ علينا رسولُ الله صلعم، فقال: أتأذنان؟ قلنا: نعَم يا رسولَ الله؛ / فأشرَعَ ناقتَه(27) فشربَت، شنقَ لها(28) فَشَجَتْ(29) فبالَت، ثم عدلَ(30) بها فأناخَها.
ثمَّ جاء رسولُ الله صلعم إلى الحوضِ، فتوضَّأ منه، ثم قمتُ فتوضأتُ من متوضَّأِ رسولِ الله صلعم، فذهبَ جَبَّارُ بنُ صخرٍ يقضِي حاجَته، فقام رسولُ الله صلعم ليصلِّيَ، فكانت عليَّ بردةٌ ذهبتُ أن أخالفَ بينَ طرفَيها فلَم تبلُغ لي، وكانت لها ذباذبُ(31)، فَنَكَّستُها ثم خالفتُ بين طرفَيها، ثم تواقصتُ عليها(32)، ثم جئتُ حتَّى قمتُ عن يسارِ رسولِ الله صلعم، فأخَذ بيدِي فأدارنِي حتَّى أقامَني عن يمينهِ، ثم جاءَ جَبَّارُ بنُ صخرٍ، فتوضَّأ ثم جاء فقام عن يسارِ رسولِ الله صلعم، فأخَذ بأيدِينا جميعاً فدفعَنا حتَّى أقامَنا خلفَه، فجعَل رسولُ الله صلعم يرمقُني وأنا لا أشعُر، ثم فطنت له، فقال هكذا بيدهِ _يعني شدَّ وسطَك_ فلما فرَغ رسولُ الله صلعم قال: يا جابرُ؟ قلتُ: لبيكَ يا رسولَ الله؛ قال: إذا كان واسعاً فخالِف بين طرَفيهِ، وإذا كان ضيقاً فاشدُدْه على حَـِقوكَ(33)».
«سِرنا معَ رسولِ الله صلعم، وكان قوتُ كلِّ رجلٍ منَّا كلَّ يومٍ تمرةً، فكان / يمصُّها ثم يصرُّها في ثوبِه، وكنَّا نختبِطُ(34) بقِسيِّنا(35) ونأكلُ، حتَّى قَرِحَتْ أشداقُنا، فأقسمُ أُخْطِئَها رجلٌ منَّا يوماً(36)، فانطلقْنا به نَنْعَشُهُ، فشهدْنا له أنَّه لم يُعطَها، فأُعطيَها فقامَ فأخذَها».
«سِرنا مع رسولِ الله صلعم حتَّى نزلنا وادياً أفيحَ(37)، فذهب رسولُ الله صلعم يقضي حاجتَه فاتبعتُه بإداوةٍ من ماءٍ، فنظَر رسولُ الله صلعم فلم يرَ شيئاً يستَترُ به، وإذا شجرتانِ بشاطئِ الوادِي(38)، فانطَلقَ رسولُ الله صلعم إلى إحداهما، فأخَذ بغُصنٍ من أغصانِها فقال: انقادِي عليَّ بإذنِ الله. فانقادَت معهُ كالبعيرِ المخشوشِ(39) الذي يُصانعُ قائدَه، حتَّى أتى الشَّجرةَ الأخرى فأخذَ بغصنٍ من أغصانِها فقال: انقادِي عليَّ بإذنِ الله. فانقادَت معهُ كذلك، حتَّى إذا كانتْ بالمنصَفِ(40) مما بينهما لَأَمَ بينهما _يعني جمعَهما_ فقال: التئِما عليَّ بإذنِ الله. فالتأمَتا.
قال جابرٌ: فخرَجت أُحضِرُ(41) مخافةَ أن يحسَّ رسولُ الله صلعم بقربِي / فيبتَعِد، فجلستُ أحدِّث نفسِي، فحانَتْ منِّيَ لَفتةٌ، فإذا أنا برسولِ الله صلعم وإذا الشجرتانِ قدِ افترقَتا، فقامَت كلُّ واحدةٍ منهما على ساقٍ، فرأَيت رسولَ الله صلعم وقَف وقفةً فقال برأسهِ هكذا _وأشارَ الرَّاوي برأسهِ يميناً وشمالاً_ ثم أقبَل، فلمَّا انتهى إليَّ قال: يا جابرُ؛ هلْ رأيتَ مقامِي؟ قلتُ: نعَم يا رسولَ الله؛ قال: فانطَلقْ إلى الشَّجرتينِ فاقطعْ من كلِّ واحدةٍ منهُما غصناً، فأقبِل بهِما، حتَّى إذا قمتَ مقامِي فأرسِلْ غُصناً عن يمينِك وغُصناً عن يسارِك.
قال جابرٌ: فقمتُ فأخذتُ حجراً وكسرتُه وحسرتُه(42) فانذلقَ لي(43)، فأتيتُ الشجرتينِ فقطعتُ من كلِّ واحدةٍ منهُما غُصناً، ثم أقبلتُ أجرُّهُما حتَّى قمتُ مقامَ رسولِ الله صلعم، أرسلتُ غصناً عن يمينِي وغصناً عن يسارِي(44)، ثم لحقتُ فقلت: قد فعلتُ يا رسولَ الله؛ فعَمَّ ذاك؟ قال: إنِّي مَررْتُ بقبرَينِ يعذَّبانِ، فأحببتُ بشفاعتِي أن يُرَفَّهَ عنهُما(45) ما دام هذان الغُصنانِ رَطبَين.
قال: فأتَينا العسكرَ، فقال رسولُ الله صلعم: يا جابرُ؛ نادِ بوَضوءٍ. فقلتُ: ألا وَضوءَ، ألا وَضوءَ، ألا وَضوءَ، قال: قلتُ: يا رسولَ الله؛ ما وجَدتُ في الرَّكب من قطرةٍ، وكان رجلٌ من الأنصارِ يبرِّدُ لرسولِ الله صلعم الماءَ في أشجابٍ / (46) له على حِمارةٍ من جريدٍ(47)، قال: فقال لي: انطَلِقْ إلى فلانٍ الأنصاريِّ فانظُر هل في أشجابِه من شيءٍ؟ قال: فانطلقتُ إليه فنظَرتُ فيها فلَم أجِدْ إلَّا قطرةً في عَزْلاءِ(48) شجبٍ منها، لو أنِّي أُفْرغُه شربَه يابسُه، فأتيتُ رسولَ الله صلعم فقلت: يا رسولَ الله؛ لم أجِدْ فيها إلَّا قطرةً في عزلاءِ شجبٍ منها لو أنِّي أفرغُه لشربَه يابسُه، قال: اذهبْ فأتِني به. فأتيتُه به، فأخذَه بيدهِ فجعَل يتكلَّمُ بشيءٍ لا أدري ما هو، ويغمزُه بيده، ثم أعطانِيه، فقال: يا جابرُ؛ نادِ بجَفنةٍ. فقلتُ: يا جفنةَ الرَّكبِ؛ فأُتِيتُ بها تُحملُ، فوضعتُها بين يديهِ، فقال رسولُ الله صلعم بيدهِ في الجفنةِ هكذا، فبسطَها وفرَّق بين أصابِعه، ثم وضعَها في قعرِ الجَفنةِ، وقال: خذْ يا جابرُ، فصُبَّ عليَّ وقلْ: باسمِ الله. فصببتُ عليهِ وقلتُ: باسمِ الله، فرأيتُ الماءَ يفُوُرُ(49) من بين أصابعِ رسولِ الله صلعم، ثم فارَتِ الجَفنةُ ودارَت حتَّى امتلأَت، فقال: يا جابرُ؛ نادِ من كان له حاجةٌ بماءٍ. قال: فأتَى النَّاسُ فاستقَوا حتَّى رَوُوا، قال: فقلت: هل بقيَ أحدٌ له حاجةٌ؟ فرفَع رسولُ الله صلعم يدَه من الجفنةِ وهي مَلأى.
وشكا النَّاسُ إلى رسولِ الله صلعم الجوعَ، فقال: عسى الله أن يطعمَكم. فأتينا سِيفَ البحرِ(50) فزخرَ(51) البحرُ زخرةً فألقى دابةً فأورينا على شِقِّها النَّارَ(52)، / فاطَّبخْنا واشتوينا وأكَلنا وشبِعْنا، قال جابرٌ: فدخلْتُ أنا وفلانٌ وفلانٌ _حتَّى عدَّ خمسةً_ في حِجاجِ عينِها(53) ما يرانا أحدٌ حتَّى خرَجْنا، فأخَذْنا ضِلعاً من أضلاعِها فقوَّسْناه، ثم دعَوْنا بأعظمِ رجلٍ في الرَّكبِ(54) وأعظمِ جملٍ في الرَّكبِ وأعظمِ كِفْلٍ(55) في الرَّكبِ فدخَل تحتَه ما يُطأطِئُ رأسَه» (56)(57).
[1] الإضمامةُ من الصُّحفُ: الإضبارةُ، وجمعها أضاميمُ، وكلُّ شيء ضُمَّ بعضُه إلى بعضٍ فهو إضمامةٌ وأضاميمُ كالحجارةِ المجموعةِ والكتبِ وغيرها.(ابن الصلاح نحوه).
[2] البردةُ: الشَّملةُ المخططةُ، وجمعُها بُرَدٌ وبُرُودٌ، وهي النَّمِرةُ.(ابن الصلاح نحوه).
[3] المَعَافِرِيُّ: نوعٌ من الثِّيابِ ينسبُ إلى المَعَافرِ، وهي مَحَلَّة بالفسطاط، أو إلى قوم يعملونها من هذه القبيلة.(ابن الصلاح).
[4] سَفعةٌ من غضبٍ: كان الخليل يقول: السَّفعة لا تكون في اللون إلا سواداً مُشرباًَ حمرةً، وقيل: الأسفعُ الذي أصاب خدَّه لون يخالف سائر لونه من سواد، وأصل السفعة التغير في اللون والسَّفعة بفتح السين الفَعلةُ الواحدةُ والسَّفعُ أيضاً الضربُ في موضعٍ مخصوصٍ.(ابن الصلاح نحوه) وضبطها بفتح السين وضمِّها.
[5] في (ظ): (ثمّ).
[6] الجَفْرُ من الغلمانِ: الذي قد قويَ وقويَ أكلُه، يقال: استجفَرَ الصَّبي إذا قويَ على الأكلِ فهو جَفْرٌ، وأصلُه في أولادِ العنزِ إذا أتى على ولدِ العنزِ أربعةُ أشهرٍ وفُصِلَ عن أمِّه وأخذَ في الرَّعيِ قيل له: جَفْرٌ، والأنثى جَفْرَةٌ.(ابن الصلاح نحوه).
[7] الأريكةُ: لا تكونُ إلا سريراً مُتَّخذاً في قبَّةٍ، عليه مخدَّةٌ وفراشُه وشَوارُه وما يصلحُ له، والشَّوار متاع البيت.
[8] الصَّحيفةُ: الورقةُ من الكتبِ، وكلُّ ما انبسَط فهو صحيفةٌ، كوجهِ الرَّجلِ يقال له صحيفةٌ، وكذلك وجهُ الأرضِ، وصحفةُ الطَّعامِ من ذلك لانبساطِها.
[9] ضببها واستشكلها في (ابن الصلاح)، وهي في نسخنا من صحيح مسلم: (أصبعيه) وهو الأولى.
[10] نياطُ القلب: ما يتعلَّقُ به.
[11] في (ت): (أعطيته).
[12] تخطيتُ القومَ: تجاوزتُهم.
[13] في (ت): (بُرداك).
[14] قَوَّسَ يدَه: حَنَاها كالقوس.
[15] في (ظ): (فيرى).
[16] العرجون: عود الكِباسَةِ، وهو فعلول من الانعراجِ، والكِباسةُ والعرجون والعِثْكالُ: عِذقُ النَّخلةِ الذي عليه الشَّماريخُ، وهو بكسرِ العين، ويقال له: القِنو والقَنو والقَنا، وجمع القَنا أقناء، وجمع القِنو قِنوان وقُنوان، والعَذق بفتح العين النخلة، والعُرجون إذا قَدُم ودقَّ واستقوسَ شبه الهلال، والإهان شِمراخٌ من شماريخ النخل.(ابن الصلاح نحوه).
[17] خشَع: استكانَ وخضَع.
[18] العبير: أخلاطٌ تتَّخذُ من الطيبِ والخَلُوقِ ونحوِه وفيه زَعفرانٌ.(ابن الصلاح).
[19] في (ظ): (بواد).
[20] تلدَّنَ البعير: أي؛ تَمكَّث وتلكَّأ ولم ينبَعِثْ، وتلدَّنتُ في هذا الأمر، أي: تلبثتُ وتربصتُ.
[21] وشَأْ: زجرٌ للإبلِ، وبعضُهم يقوله بالجيم وهما لغتان.(ابن الصلاح نحوه).
[22] في (ظ): (عشيشنة).
[23] مدَر الحوضَ يمدُرُه: أي؛ طيَّنَهُ وسَدَّ خلله بالطينِ ليمسكَ ما يُستَقَى فيه من الماءِ، والمَدْرُ: التَّطيينُ.(ابن الصلاح نحوه).
[24] السَّجْلُ: الدَّلوُ الكبيرُ.
[25] نزَعْنا فيه: أي؛ استقيْنا من البئرِ.
[26] أصفقْناه: يعني الحوضَ، أي: جمعنا فيه الماءَ وملأناهُ، ومنه قولهم: أصفَقُوا على الأمرِ، أي: اجتمَعُوا عليه.(ابن الصلاح نحوه).
[27] أشرعَ ناقتَهُ: أي؛ أوردَها الماءَ ومكَّنها من الشُّربِ منه.(ابن الصلاح نحوه).
[28] شَنَقَ لها فيه الزِّمامَ: أي؛ مدَّ الزِّمامَ إليه وضمَّه لتزولَ عن الماء.
[29] في (ابن الصلاح): (سع: فشخَّت)، فَشَجَتْ: أي؛ قطعَت الشُّربَ، يقال: شَجَجْتُ المفازةَ، أي: قطعتُها بالسير.(ابن الصلاح نحوه).
[30] عدَل: مال.
[31] الذباذبُ: كلُّ مايتعلقُ من الشيء فيتحرَّك، والذبذبةُ حركةُ الشيء المعلقِ من الهودجِ أو غيرِه.(ابن الصلاح نحوه).
[32] تَواقَصتُ عليها: أي؛ أمسكتُ عليها بعُنقي كي لا تسقط، وهو أن يحنيَ عليها عنقَه.(ابن الصلاح نحوه).
[33] الحِـَقو في الأصل: مَعقِدُ الإزارِ من الوسطِ، وجمعُه أَحْقٍ وأَحْقاء وحِقِيٌّ، ثم يقال للإزارِ: حِقوٌ؛ لأنَّه يُشَدُّ على الحِقو، والعربُ تقول: عُذتُ بحِـَقو فلان، أي: استجرتُ واعتصمتُ.
[34] اختباطُ الشَّجرِ وخبطُها: هو ضربُ الورقِ بالعودِ أو بالقوسِ حتى يسقطَ فإذا سقَط فهو خَبَطٌ.(ابن الصلاح نحوه).
[35] القِسِيُّ: جمعُ قوسٍ، ويجمعُ القوسُ أيضاً على أقياسٍ وقِياسٍ وأقواسٍ.(ابن الصلاح نحوه).
[36] أُخْطِئَ رجلٌ منَّا تمرةً: أي؛ لم يعطَها غفلةً أو نسياناً.(ابن الصلاح).
[37] الوادي الأَفْيَح: الواسعُ المنفسحُ.(ابن الصلاح).
[38] شاطِىءُ الوادي: جانبه.
[39] البعيرُ المخشوشُ: الذي جُعِلَ في أنفِه الخَشاشُ وهو عودٌ يُخَشُّ في أنفِه، أي: يدخلُ فيه ليذلَّ به عند الرُّكوبِ.
[40] المنصِفُ: النِّصفُ.(ابن الصلاح).
[41] أحضَرتُ إحضاراً وحُضْراً: أسرَعتُ.(ابن الصلاح).
[42] حسرتُه: قطعتُه، وأصل الاستحسارِ: الانقطاعُ، وحسَرتُ عن الذِّراعِ: كشفتُ، وكذلك انحسار الشَّعْرِ: انكشافُه، فكأنَّه كشَف نواحيَه بالتقطيعِ لسفولةِ شظيةٍ من شظاياه لقطعِ الشجرِ.(ابن الصلاح نحوه).
[43] سقط قوله: (لي) من (ت).فانذلق له: أي؛ تحددَ له منه طرفٌ، وكلُّ محددٍ فهو مُذْلَقٌ.(ابن الصلاح).
[44] في (ت): (شمالي).
[45] يُرَفَّهَ عنهُما: أي؛ يخففُ عنهما ويُنَفَّسُ.(ابن الصلاح).
[46] أشجابٌ: جمع شَجْبٍ، وهو ما استَشَنَّ وأَخلَقَ من الأسقيةِ، واستَشَنَّ، أي: بلي وصار شَنَّاً، ويقال: سقاءٌ شاجِبٌ، أي: يابسٌ، وجمعُه أسقيةٌ وأساقِي.(ابن الصلاح نحوه).
[47] في (ظ): (حديد).جريدُ النخل: سعَفُها.
[48] عَزلاءُ القِربةِ: مستخرجُ مائِها.
[49] فار يفورُ: جاشَ وهاجَ وارتفعَت أمواجُه، وفارَت القِدرُ إذا ارتفعَ ما فيها وعلا.
[50] سيفُ البحرِ: ساحلُه.(ابن الصلاح).
[51] زخَر البحرُ يزخَرُ فهو زاخرٌ إذا هاج وارتفعَت أمواجُه وزاد ارتجاجُه.(ابن الصلاح نحوه).
[52] فأورينا على شِقِّها النَّارَ: أي؛ أوقدنا على جانبها النار، وأورى: أظهر، ورِيَ الزِّندُ يَرِي إذا خرجَت نارُه.(ابن الصلاح نحوه).
[53] حَجاجُ العينِ: العظمُ المتسديرُ حولَها الذي في داخلِه تكون المقلةُ.
[54] الرَّكبُ والرُّكبان والأركوب: الراكبونَ، جمعُ راكبٍ، ولا يكونون إلا على جمالٍ.
[55] الكَفَلُ: العَجُزُ.(ابن الصلاح).
[56] في هامش (ظ): (بلغ عمر...)، وفيه أيضاً: (الجزء الثالث عشر).
[57] في هامش (ابن الصلاح): (بلغوا سماعاً في المجلس العاشر).